الاتحاد الأوروبي يعلن أن الاتفاق النووي مع إيران بات “قريباً جداً”: سيجعل الشرق الأوسط أكثر أمناً

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/20 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/20 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
إيران تنوي الالتزام بالاتفاق النووي/رويترز

أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، أن التوصل لاتفاق لإحياء الاتفاق النووي مع إيران بات "قريباً جداً"، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يجعل العالم، وخاصة الشرق الأوسط، أكثر أمناً، وسيجعل ملايين الإيرانيين يشعرون بالارتياح بعد أن أنهكتهم العقوبات المالية والنفطية التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عقب انسحابها من الاتفاق قبل ثلاث سنوات.

بوريل أكد، في تصريح لمجموعة من الصحفيين في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه لا يزال بوسع إيران والقوى العالمية إلى صيغة لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيسي الذي يصفه البعض بأنه من غلاة المحافظين.

لكن المسؤول الأوروبي أشار إلى أن الوقت ينفد، وقال: "الوقت يداهمنا فيما يتعلق بهذه المفاوضات".

"العقبة الأخيرة"

فيما لفت بوريل إلى أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في الجهود السياسية، مضيفاً: "لذلك آمل ألا تكون نتيجة الانتخابات هي العقبة الأخيرة التي ستفسد عملية التفاوض. على حد علمي لن يكون الأمر كذلك".

كما قال بوريل، الذي التقى مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في تركيا، يوم الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، إنه لا يزال متفائلاً.

يشار إلى أن ظريف أكد أن "النص الذي يخضع للنقاش في المحادثات النووية أصبح أكثر تنقيحاً، أو أقرب إلى اتفاق، وأنه يمكن إبرام اتفاق قبل تولي حكومة رئيسي الجديدة السلطة".

حيث قال وزير الخارجية الإيراني، أمام منتدى دبلوماسي في منتجع أنطاليا بجنوب تركيا، السبت 19 يونيو/حزيران: "يفترض أن نترك مناصبنا بحلول منتصف أغسطس/آب المقبل، وأعتقد أن هناك احتمالاً جيداً للتوصل إلى اتفاق قبل حلول هذا الوقت"، متابعاً: "لا أعتقد أن تذليل القضايا المتبقية سيكون أمراً صعباً".

في حين وصف ظريف رئيسي بأنه رجل موضوعي، قائلاً: "السياسة الخارجية لإيران، والتي أعتقد أنها موضع إجماع، سوف تستمر".

جدير بالذكر أن رئيسي أيَد المحادثات النووية باعتبارها سبيلاً لإلغاء العقوبات الأمريكية التي أضرّت باقتصاد بلاده الذي يعتمد على النفط، وفاقمت المصاعب الاقتصادية بشكل كبير، مما أثار استياء واسع النطاق.

الخلافات لا تزال عالقة

في سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأحد، إن خلافات لا تزال قائمة بين إيران والقوى العالمية، مشيراً إلى أن القرار الأخير في هذا الأمر يعود المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، وليس للرئيس المنتخب حديثاً، وأضاف: "لقد كان نفس الشخص قبل هذه الانتخابات كما هو بعد الانتخابات، لذلك في النهاية الأمر مرهون به وبقراره".

إذ أضاف سوليفان، في مقابلة مع قناة (إيه.بي.سي نيوز) الأمريكية، أنه "لا تزال هناك مسافة كبيرة لا بد أن نقطعها فيما يتعلق ببعض القضايا الرئيسية بما يشمل العقوبات والالتزامات النووية التي يتعين على إيران تنفيذها".

من جهته، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، الأحد 20 يونيو/حزيران 2021، إن مفاوضات فيينا بين إيران والقوى العالمية ستتوقف اليوم، لكي تعود الوفود إلى عواصمها لإجراء مشاورات، مستطرداً: "سد الفجوات يتطلب قرارات يتعين في الأساس على الطرف الآخر (واشنطن) اتخاذها. أرجو في الجولة المقبلة أن نقطع هذه المسافة القصيرة رغم صعوبتها".

عراقجي أضاف في تصريحات للتلفزيون الإيراني الرسمي: "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق، لكن الهُوة بيننا وبين الاتفاق لا تزال قائمة وسدُّها ليس بالمهمة السهلة"، لافتاً إلى أن الوفد الإيراني سيعود إلى طهران الليلة، فيما لم يتضح متى ستستأنف المفاوضات الرسمية.

جدير بالذكر أن المفاوضات تجري في فيينا منذ أبريل/نيسان المنصرم لتحديد طبيعة وتسلسل الخطوات التي يتعين على إيران والولايات المتحدة اتخاذها بشأن الأنشطة النووية والعقوبات للعودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.

كان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أعلن في عام 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، الذي يستهدف كبح الأنشطة النووية لإيران في مقابل رفع كثير من العقوبات الدولية عن طهران. بينما يسعى الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق.

تحميل المزيد