قالت وسائل إعلام ليبية، السبت 19 يونيو/حزيران 2021، إن ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر أغلقت الحدود مع الجزائر، وأعلنتها منطقة عسكرية يُمنع التحرك فيها.
حيث نشرت قناة "ليبيا الحدث" (خاصة، داعمة لميليشيا حفتر) صوراً قالت إنها لانتشار عدد كبير من السيارات رباعية الدفع وعربات البيك أب المسلحة بمدافع رشاشة من "اللواء 128" التابع للميليشيا، على الحدود الليبية الجزائرية، دون ذكر تفاصيل أخرى.
فيما نقل موقع "عين ليبيا" (خاص)، أن مسلحين من ميليشيا حفتر سيطروا على معبر إيسين الحدودي مع الجزائر.
إلا أنه حتى الساعة الـ16:00 ت.غ، لم يصدر أي تعليق رسمي في هذا الخصوص من قِبل ميليشيا حفتر، أو المجلس الرئاسي الليبي بصفته القائد الأعلى للجيش.
عملية بركان الغضب ترد
في المقابل، قالت عملية بركان الغضب التابعة للجيش الليبي، إنه عقب تحركات ميليشيات حفتر بأرتال في الجنوب، يُعلن القائد الأعلى للجيش الليبي الحظر المطلق لإعادة تمركز الوحدات العسكرية مهما كانت طبيعة عملها إلا بموافقته.
كانت السلطات الجزائرية قد أغلقت، في مايو/أيار 2014، المعابر البرية الحدودية مع ليبيا؛ خوفاً من تسلل عناصر من "جماعة مسلحة إرهابية".
عملية عسكرية في الجنوب الليبي
تأتي هذه الخطوة بعد يومين من إعلان ميليشيا حفتر عن إطلاق عملية عسكرية في الجنوب الليبي، لملاحقة مَن وصفتهم بـ"الإرهابيين التكفيريين".
حيث ذكر الناطق باسم ميليشيا حفتر، في بيان صدر الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، أنهم أصدروا تعليمات لـ"وحدات من كتائب المشاة بالتوجه للمنطقة؛ لدعم غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي في الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي".
وقال البيان إن هذه العملية تهدف أيضاً إلى "طرد عصابات المرتزقة الأفارقة التي تهدد الأمن والاستقرار وتمارس النهب والسرقة والتخريب والتهريب بأنواعه"، مضيفاً أن هذه التوجيهات تأتي "نظراً إلى تصعيد العصابات التكفيرية للعمليات الإرهابية في الجنوب الغربي واستهدافها بسيارة مفخخةٍ موقعاً أمنياً وعسكرياً".
جدير بالذكر أن آمر المنطقة العسكرية سبها (تابعة للحكومة)، أحمد العطايبي، أوضح في بيان، قبل أيام، أن قوة عسكرية تابعة لحفتر قوامها نحو "300 آلية مسلحة تمركز بعضها في قاعدة تمنهت الجوية ولم يعرف اتجاهها وغايتها".
تجدر الإشارة إلى أنه في 6 يونيو/حزيران الجاري، قُتل ضابطان ليبيان وأصيب ثالث، من جرّاء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش في مدينة سبها جنوبي البلاد.
فيما تبنى تنظيم "داعش" العملية، قائلاً إن أحد عناصره نفذ التفجير، وأوقع 4 قتلى، بحسب بيان وصورة نشرتهما وكالة "أعماق"، الذراع الإعلامية للتنظيم.
على أثر ذلك، شَكَّلَ المجلس الرئاسي الليبي لجنة تحقيق لتحديد وملاحقة المتورطين في التفجير الانتحاري.
حفتر يعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية
يشار إلى أنه رغم ترحيب الميليشيا بانتخاب السلطة الانتقالية في ليبيا، فإنها لا تزال تعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية، كما يطلق حفتر على نفسه لقب "القائد العام للجيش الليبي"، في تجاهل للقائد الأعلى للجيش، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.
بينما حذّر المجلس الرئاسي، خلال الشهر الماضي، من "التصرفات العسكرية الأحادية" التي من شأنها "إعادة تأجيج الصراع وعرقلة العملية السياسية" في البلاد، على خلفية إقامة ميليشيا حفتر عرضاً عسكرياً ضخماً في مدينة بنغازي (شرق).
فيما تعدّ تحركات حفتر الأخيرة في الجنوب الليبي وفي بنغازي، خطوة للتحشيد والاستعراض بعد هزيمة ميليشياته في طرابلس، بجانب كونها محاولة منه للسيطرة على الجنوب واستبعاد أي شخص ليس لديه ولاء له، وفق مراقبين.
كما تأتي تحركات حفتر، قبل أيام من مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا، المقرر في 23 يونيو/حزيران الجاري، والذي سيبحث الخطوات المقبلة التي يحتاجها تحقيق استقرار مستدام في البلاد، وتثبيت وقف إطلاق النار والتحضير للانتخابات العامة المقررة نهاية العام.
جدير بالذكر أن ليبيا تعاني تداعيات صراع مسلح استمر لسنوات، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا حفتر حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.
لكن منذ أشهر، شهدت ليبيا انفراجاً سياسياً، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومةَ وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.