قررت إثيوبيا وقف العمل، مؤقتاً، بتأشيرات دخول المصريين عند الوصول، وتأشيراتهم الإلكترونية، وفق ما نقلته وسائل إعلام مصرية، الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، عن شركة مصر للطيران (حكومية).
فيما أوضحت شركة "مصر للطيران"، أنه اعتباراً من منتصف ليل الجمعة 18 يونيو/حزيران الجاري، بدأ وقف العمل بشكل مؤقت بتأشيرات الدخول عند الوصول والتأشيرات الإلكترونية لجميع الركاب المسافرين إلى مطار أديس أبابا.
الشركة المصرية لم توضح أسباب القرار الإثيوبي، مكتفية بالقول إنه يأتي في ضوء التعليمات الواردة من السلطات المختصة بدولة إثيوبيا.
على أثر ذلك، أوصت "مصر للطيران" عملاءها بضرورة اتباع الإجراءات الصحية، وضوابط السفر، والتي يمكن التعرف عليها من خلال الموقع الإلكتروني لها.
أزمة متفاقمة
يأتي ذلك على خلفية الأزمة المتفاقمة بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، في ظل أزمة سد النهضة المثير للجدل.
كانت مصر قد أعلنت، الخميس 17 يونيو/حزيران 2021، رفع درجة الاستعداد للتعامل مع الاحتياجات المائية خلال موسم "أقصى الاحتياجات" المائية في البلاد.
جاء ذلك في تصريح لوزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبدالعاطي، خلال اجتماع اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل، بعد يومين من تأكيد إثيوبيا عزمها على المضي قدماً في الملء الثاني لـ"سد النهضة" بالمياه، رغم خلافاتها مع دولتي المصب، مصر والسودان.
يشار إلى أن بداية العام المائي في مصر تبدأ من أغسطس/آب حتى يوليو/تموز من العام التالي.
وبجانب تزايُد احتياجات السكان من المياه في الصيف، تتزايد أيضاً احتياجات الزراعات الصيفية للمياه، خاصةً محصول الأرز.
فشل مفاوضات "سد النهضة"
هذه التطورات تأتي في أعقاب الفشل المستمر لمفاوضات "سد النهضة" منذ فترة طويلة.
فقد خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عشرات الجولات التفاوضية، خلال السنوات العشر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط مخاوف لدى مصر والسودان من خفض حصصهما المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.
كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد صرّح في 30 مارس/آذار الماضي، بأن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل"، وذلك في أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.
فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
في حين تصر إثيوبيا على ملء ثانٍ لـ"سد النهضة"، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، وهو الرافد الرئيس لنهر النيل، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
بينما كشف كبير مفاوضي السودان بملف السد، مصطفى حسين الزبير، خلال مؤتمر صحفي، يوم 25 مايو/أيار الماضي، أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني للسد.