أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، صباح السبت 19 يونيو/حزيران 2021، عن فوز المرشح المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية، وقالت وسائل إعلام رسمية إن رئيسي تلقى التهنئة من عبدالناصر همتي، المرشح المعتدل الوحيد في السباق الرئاسي.
التلفزيون الإيراني قال إن "رئيسي حصل حتى الآن على 17.8 مليون صوت في المجمل"، فيما قالت وزارة الداخلية إن رئيسي هو المتقدم في السباق الرئاسي، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
كذلك أشار الإعلام الرسمي إلى أن أكثر من 28 مليون إيراني من بين 59 مليوناً يحق لهم التصويت، أدلوا بأصواتهم في انتخابات الرئاسة.
بذلك أصبح رئيسي، ثامن رئيس جمهورية في إيران، ورئيسي منتقد لاذع للغرب،ويعود اتهام المنتقدين له بانتهاك حقوق الإنسان إلى عقود وهي اتهامات ينفيها المدافعون عنه، وقد عيّنه خامنئي رئيساً للسلطة القضائية عام 2019.
سبق إعلان التلفزيون الرسمي فوز رئيسي بالانتخابات، تهنئة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني لـ"الرئيس الذي انتخبه الشعب"، دون أن يذكر رئيسي بالاسم.
روحاني قال إنه "نظراً لأنه لم تعلن بعد النتيجة الرسمية فإنني سأرجئ التهنئة الرسمية. لكن واضح من الذي حصل على الأصوات".
كذلك ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن "همتي" المرشح المعتدل في انتخابات الرئاسة، ومحافظ البنك المركزي السابق، هنأ منافسه المتشدد رئيسي بالفوز، ونقلت وسائل الإعلام عنه القول: "أتمنى أن تحقق حكومتك تحت قيادة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الرفاهية والازدهار لأمتنا".
يأتي ذلك بعدما أدلى ملايين الإيرانيين بأصواتهم، أمس الجمعة، في انتخابات أشارت التوقعات إلى أنها تنقل السلطة إلى رئيسي، وهو قاض من غلاة المحافظين يخضع لعقوبات أمريكية.
4 تنافسوا في الانتخابات
خاض هذه الانتخابات أربعة من المرشحين السبعة الذين صادق مجلس صيانة الدستور على ترشيحاتهم، بينما انسحب الثلاثة الآخرون قبل الاقتراع، وتعرض المجلس لانتقادات على خلفية استبعاده شخصيات بارزة، ما أثار إمكانية حصول امتناع واسع عن التصويت.
تنافس رئيسي، رجل الدين الذي يعد مقرّباً من خامنئي، مع المتشددَين محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، والنائب أمير حسين قاضي زادة هاشمي، والإصلاحي همتي.
في غياب منافس جدّي، بدا رئيس السلطة القضائية رئيسي (60 عاماً) الأوفر حظاً للفوز بولاية من أربعة أعوام، خلفاً للمعتدل روحاني الذي لا يحق له الترشح هذه المرة بعدما شغل منصب رئيس الجمهورية لولايتين متتاليتين اعتباراً من 2013.
وأملا في تعزيز شرعيتهم، حث رجال الدين الحاكمون في إيران الناخبين على الإدلاء بأصواتهم أمس، لكن معارضين في الداخل والخارج قالوا إن الغضب الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود على الحريات دفع الكثيرين للعزوف عن التصويت.
كما أحجم ناخبون كثيرون من مؤيدي الإصلاح عن التصويت لسبب آخر، وهو منع الهيئة الانتخابية المتشددة مرشحين معتدلين ومحافظين ذوي ثقل من خوض السباق.
كان رئيسي قد حصد 38% من الأصوات في انتخابات 2017، وتولى مناصب عدّة على مدى عقود، خصوصاً في السلطة القضائية.
يتوقع أن يعزز فوز رئيسي إمساك التيار المحافظ بمفاصل هيئات الحكم، بعد فوزه العريض في الانتخابات التشريعية العام الماضي.
ويقول محللون إن سجل رئيسي كقاضٍ من أقصى المحافظين متهم بارتكاب انتهاكات قد يثير قلق واشنطن والإيرانيين الليبراليين، لاسيما في ظل تركيز الرئيس الأمريكي جو بايدن على حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم.