قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، إن بلاده لن تسمح على الإطلاق للمخابرات الأمريكية باستخدام قواعد على أراضيها، من أجل تنفيذ عمليات في أفغانستان، بعد انسحاب الجيش الأمريكي من هذا البلد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خان لموقع "أكسيوس" الإخباري، الجمعة 18 يونيو/حزيران 2021، وتأتي في وقت تواجه فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديات حول بقاء جودة القدرات الاستخباراتية وإمكانيات مكافحة الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب منها.
وانتقد خان الحكومات الباكستانية السابقة التي سمحت للولايات المتحدة باستخدام قواعدها من أجل تنفيذ عمليات في أفغانستان بواسطة الطائرات المسيرة، وأشار إلى أن المسيّرات الأمريكية لم تشن أي هجمة ضد الأراضي الأفغانية انطلاقاً من باكستان، منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2018.
من جانبها، تسعى الولايات المتحدة لإيجاد طرق جديدة من أجل عملياتها المحتملة في أفغانستان، مع اكتمال عملية انسحاب القوات الأمريكية منها، في سبتمبر/أيلول القادم.
كان رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، زار باكستان في مايو/أيار الماضي، للتباحث مع خان بشأن موضوع القواعد العسكرية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من جانب رئيس الوزراء الباكستاني.
لكن موقع "أكسيوس" قال إن مسؤولين أمريكيين لا يزالون يأملون في التوصل إلى اتفاق سري مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية القوية في باكستان.
تزايد العنف في أفغانستان
كان خان قد أعلن بداية يونيو/حزيران الجاري، أنه يضغط من أجل التوصل لتسوية سياسية في أفغانستان قبل انسحاب القوات الأجنبية من هناك.
أشار خان في تصريح لوكالة رويترز إلى أن "هناك الكثير من الخوف حالياً في باكستان، وأنا أؤكد أننا نحاول بكل ما في وسعنا لوجود نوع من التسوية السياسية قبل مغادرة الأمريكيين".
وتزايد العنف في أفغانستان بحدة منذ إعلان انسحاب القوات الأجنبية، وقاومت حركة طالبان الضغط من واشنطن وحلفائها للموافقة على تفاهمات سياسية تؤدي لاتفاق سلام.
في هذا السياق، قال خان "منذ لحظة إعلان الأمريكيين لتاريخ محدد لمغادرة أفغانستان… تشعر طالبان بأنها انتصرت في الحرب"، مضيفاً أن الحصول على تنازلات من طالبان بعد القرار الأمريكي لن يكون بالأمر السهل.
لفت خان كذلك إلى أن باكستان ستكون أكثر دولة تعاني، بعد أفغانستان نفسها، إذا نشبت حرب أهلية في أفغانستان، وتسبب ذلك في أزمة لاجئين، وقال "ثم سيكون علينا ضغوط للتدخل وأن نصبح جزءاً من الأمر".
يُذكر أن أمريكا أعلنت أنها ستسحب كل القوات من أفغانستان، بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، بعد عقدين من الوجود العسكري هناك، وتعتزم أكثر من 20 دولة حليفة سحب قواتها أيضاً من هناك.