إيران تترقب نتائج انتخابات الرئاسة.. ترجيحات بفوز إبراهيم رئيسي الخاضع لعقوبات أمريكية

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/19 الساعة 05:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/19 الساعة 05:43 بتوقيت غرينتش
المرشح الرئاسي الإيراني إبراهيم رئيسي يشير أثناء إدلائه بصوته خلال الانتخابات الرئاسية عام 2017/رويترز

تتواصل عملية فرز الأصوات في إيران منذ مساء الجمعة، 18 يونيو 2021، وسط ترقب لإعلان قريب، ظُهر السبت، لنتائج الانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن تقود إلى منصة الحكم رئيساً من المحافظين، خاضعاً لعقوبات أمريكية، ومتهماً بانتهاكات بحق معتقلين.

ففيما يتنافس أربعة مرشحين، ثلاثة منهم ينتمون إلى معسكر المحافظين المتشددين، فإن المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية والمقرب من المرشد الأعلى، هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في هذه الانتخابات، بحسب وسائل إعلام. 

ويحظى رئيسي (60 عاماً) بدعم صقور الأمن في مسعاه لخلافة حسن روحاني، وهو إصلاحي لا يمكنه بموجب الدستور خوض الانتخابات لولاية ثالثة. 

ويخضع رئيسي، المدعوم من الحرس الثوري القوي والحليف المقرب لخامنئي، لعقوبات أمريكية بسبب مزاعم ضلوعه في إعدام معتقلين سياسيين قبل عشرات الأعوام.

وسائل إعلام رسمية نقلت عن رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، وهو المرشح الأوفر حظاً بالفوز، قوله بعد الإدلاء بصوته "أحثّ كل فرد أياً كانت وجهة نظره السياسية على التصويت".

وأضاف "تظلمات شعبنا حقيقية، لكن إذا كان هذا هو سبب عدم المشاركة فهذا خطأ".

نسب تصويت ضعيفة 

وفي حين أظهر التلفزيون الحكومي طوابير طويلة في مراكز الاقتراع في عدة مدن، نقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن مراسلها قوله إن 22 مليوناً أو 37% من الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة 7:30 مساء، وقالت وزارة الداخلية إنها لا تستطيع تأكيد نسبة الإقبال.

وأظهرت استطلاعات أولية نشرتها وسائل إعلام دولية أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية شهدت تراجعاً كبيراً في نسب المشاركة.

وأوضح استطلاع نشره موقع قناة "فرانس 24" أن نسبة المشاركة لن تتعدى 41%، وهي أقل بكثير من تلك التي شهدتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2017، التي سجلت مشاركة بلغت 73.3%.

فقدان الثقة ومقاطعة 

من جانبها قالت مريم (52 عاماً)، وهي مصففة شعر في كرج، قرب طهران، في حديث لوكالة رويترز، إنها لن تصوت لأنها "فقدت الثقة في النظام".

وأضافت "في كل مرة أدليت فيها بصوتي في الماضي كنت أتمنى أن يتحسن مستوى معيشتي، لكنني فقدت الأمل عندما رأيت أعلى مسؤول في البلاد لم يكن شجاعاً بما يكفي للاستقالة عندما لم يستطع تحسين الأمور"، في إشارة إلى روحاني.

وقال وحيد (49 عاماً)، الذي يعمل في مجال صناعة الأخشاب في طهران "سأصوت لأن قائدي (خامنئي) يريد ذلك". ويعتزم التصويت لصالح رئيسي.

وبسؤاله عن المرشح الذي يفضله، قال محمد (32 عاماً)، في مركز اقتراع في قرية صغيرة بجنوب إيران "صراحة لا أفضل أحداً منهم، لكن ممثلنا في البرلمان يقول إن علينا التصويت لصالح رئيسي كي يتحسن كل شيء".

فيما قالت فرزانة (58 عاماً) من مدينة يزد في وسط البلاد "صوتي هو "لا" كبيرة للجمهورية الإسلامية". وعلى النقيض مما عرضه التلفزيون الرسمي، قالت فرزانة "مراكز الاقتراع شبه خالية هنا".

وقال محمد (40 عاماً)، وهو مهندس، إنه لن يصوت لأن "النتائج معروفة سلفاً، والأهم من ذلك إذا كان السيد رئيسي جاداً في التصدي للفساد لفعل ذلك".

علاقة متوترة مع واشنطن 

يقول محللون إن سجل رئيسي كقاضٍ من أقصى المحافظين متهم بارتكاب انتهاكات قد يثير قلق واشنطن والإيرانيين الليبراليين، لاسيما في ظل تركيز الرئيس الأمريكي جو بايدن على حقوق الإنسان في مختلف أرجاء العالم.

وعين خامنئي في 2019 رئيسي، المنتمي لمرتبة متوسطة في تسلسل رجال الدين الشيعة، رئيساً للسلطة القضائية.

وبعد بضعة أشهر من تعيينه، فرضت الولايات المتحدة عليه عقوبات بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، تشمل إعدام معتقلين سياسيين في الثمانينات، وقمع اضطرابات في 2009، وهي أحداث لعب فيها دوراً، حسبما تقول جماعات حقوقية.

ولم تُقر إيران مطلقاً بتنفيذ أحكام إعدام جماعية، ولم يتحدث رئيسي نفسه علناً عما يتردد عن دوره في مثل هذه الأحداث.

والمنافس الأبرز لرئيسي هو محافظ البنك المركزي البراغماتي السابق عبدالناصر همتي، الذي يقول إن فوز أي مرشح من غلاة المحافظين سيؤدي إلى مزيد من العقوبات. 

وتحتاج القيادة التي تتعرض لضغوط بسبب ارتفاع معدل التضخم الذي وصل إلى 39%، والبطالة التي بلغت 11%، إلى إقبال كبير على المشاركة في التصويت لتعزيز شرعيتها، التي تضررت بعد سلسلة من الاحتجاجات على الفقر والقيود السياسية منذ 2017.

تحميل المزيد