نفت صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 12 يونيو/حزيران 2021، صحة التقارير التي ذكرت أنَّ سعر الدراجة التي أهداها الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، يبلغ 6 آلاف دولار، وهو الأمر الذي أثار ضجة في الولايات المتحدة.
كانت تقارير قد انتشرت تفيد بأن بايدن قد أعطى جونسون دراجة مصنوعة بالطلب، ومرتفعة السعر، على هامش قمة مجموعة السبع، في حين لم يحصل في المقابل إلا على صورة مطبوعة من موقع الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) للكاتب الأمريكي المناهض للعبودية وأحد كبار المدافعين عن حقوق السود، فريدريك دوغلاس، الأمر الذي بدا كأنه لحظة محرجة في الدبلوماسية الدولية.
تعقيباً على ذلك، كتب دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس السابق، على تويتر: "انعدام الاحترام التام لبايدن يظهر في تبادل الهدايا".
ما قيمة المبلغ الذي دفعته وزارة الخارجية الأمريكية؟
لكن صحيفة The Washington Post نقلت عن شركة Bilenky Cycle Works، المتخصصة في صناعة الدراجات اليدوية (مقرها فيلادلفيا)، قولها إن وزارة الخارجية الأمريكية دفعت 1800 دولار مقابل الدراجة.
هذه الشركة الصغيرة عادةً ما تتقاضى 6000 دولار عن نموذج الدراجات خفيف الوزن المماثل. ويضاف إلى ذلك الرسومات المطبوعة عليها علم بريطانيا، والخوذة المطابقة، والشارتان البرونزية والفضية اللتان تعرضان العلمين البريطاني والأمريكي متقاطعَين على الأنبوب العلوي، ورسوم الاستعجال؛ مما يرفع التكلفة الإجمالية إلى 10000 دولار في ظل الظروف العادية.
"حماسة بايدن وجونسون"
من جهته، قال البيت الأبيض إن "الهدية كانت لتكريم حماسة بايدن وجونسون المشتركة لركوب الدراجات. لكن إذا أراد جونسون استخدام الدراجة، فسيتعين عليه على الأرجح الدفع. إذ يسمح القانون الوزاري البريطاني لوزراء الحكومة بقبول الهدايا التي تقل قيمتها عن 140 جنيهاً إسترلينياً، أي ما يعادل نحو 200 دولار".
كما أضاف البيت الأبيض: "إذا أرادوا الاحتفاظ بهديةٍ أعلى تكلفة، فعليهم دفع الفرق؛ مما يعني أنَّ جونسون قد ينتهي به الأمر بدفع ما يقرب من 1600 دولار مقابل دراجة لم يخترها بنفسه، وإلا فستتعرض للمصادرة".
أما عن فكرة إعطاء جونسون لبايدن هدية عبارة عن صورة مطبوعة من ويكيبيديا؛ فهذه ليست القصة كاملة أيضاً.
لأن المسؤولين عثروا في وزارة الخارجية البريطانية على صورة ظهرت على صفحة ويكيبيديا لفريدريك دوغلاس، تُظهِر لوحة جدارية للشخصية الشهيرة بإلغاء عقوبة الإعدام التي رُسِمَت في أحد شوارع إدنبره.
من جهتها، قالت ميليسا هايتون، التي التقطت الصورة، إن وزارة الخارجية اتصلت بها وطلبت الإذن باستخدامها هديةً لبايدن، الذي ذكر دوغلاس في خطاباته، مضيفة: "وافقت وأعطيتهم نسخة أعلى دقة ن الصورة؛ حتى تكون جودتها أعلى في الطباعة".
مهمة الطباعة والتأطير الاحترافية
في حين لم يردّ مكتب رئيس الوزراء البريطاني فوراً على استفسار حول تكلفة الهدية، لكن مهمة الطباعة والتأطير الاحترافية يمكن أن تصل إلى مئات الدولارات. ويُمنَع رؤساء الولايات المتحدة من قبول الهدايا الشخصية من قادة العالم التي تُقدَّر قيمتها بأكثر من 415 دولاراً، وتُرسَل عادةً الأغراض التي تتجاوز هذا الحد إلى الأرشيف الوطني مباشرةً، حسب الصحيفة الأمريكية.
رغم أن بعض الأمريكيين قد فسروا الهدية الأقل تكلفة على أنها إهانة، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أن بايدن يشعر بالازدراء.
إذ تلقت السيدة الأولى جيل بايدن النسخة الأولى من رواية للكاتب البريطاني دافني دو موري، فيما ورد أن زوجة جونسون، كاري، تلقت وشاحاً حريرياً وحقيبة جلدية من صُنع زوجات العسكريين.
فيما أوضحت صحيفة The Washington Post أنَّ تبادل الهدايا في هذه الواقعة يمثل انعكاساً للإحراج الذي حدث في عام 2009 عندما أعطى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، للرئيس باراك أوباما حامل قلم مصنوعاً من أخشاب السفينة نفسها التي استُخدِمَ خشبها لبناء "مكتب ريزولوت" في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. بينما أعطى أوباما لبراون مجموعة من أقراص الفيديو الرقمية.