اندلعت مواجهات، الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة في الأراضي الفلسطينية. رفضاً لمسيرة المستوطنين، وفي قطاع غزة المحاصر خرجت احتجاجات منددة بـ"المسيرة" التي ينظمها مستوطنون في القدس.
وفي الضفة الغربية رشق شبان فلسطينيون جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة والزجاجات الفارغة وأشعلوا الإطارات المطاطية، فيما رد الجيش بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ولم يبلغ على الفور عن وقوع أي إصابات بجروح في مسيرات الضفة برصاص الجيش، فيما جرى علاج عشرات الإصابات بالاختناق ميدانياً.
وجنوبي الضفة، قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة في مدينة بيت لحم، خرجت من منطقة باب الزقاق، مروراً بشارع القدس الخليل، وصولاً إلى المدخل الشمالي لبيت لحم عند محيط مسجد بلال بن رباح، وذلك تنديداً بـ"مسيرة الأعلام".
وأصيب العشرات من المشاركين بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
كما شهدت مدينة الخليل، اندلاع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب شمالي المدينة، أصيب خلالها العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز.
الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا"، أفادت بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل المخيم بأسلاك شائكة، تحسباً لاندلاع مواجهات؛ تزامناً مع "مسيرة الأعلام" في القدس، فيما تعمَّد الجنود إطلاق قنابل الغاز والصوت صوب نوافذ وباحات المنازل.
ووسط الضفة، اندلعت مواجهات في رام الله، عند حاجز "بيت أيل" المدخل الشمالي للمدينة، أصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق.
فيما كشف الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب عن تسجيل 17 إصابة خلال مواجهات لمقدسيين مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس.
وفي غزة انطلقت تظاهرات غاضبة في القطاع بمشاركة المئات من الفلسطينيين، رفضاً لمسيرة "الأعلام" التي ينظمها مستوطنون إسرائيليون في مدينة القدس المحتلة، ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات منها: "القدس لنا"، و"على القدس رايحين شباب بالملايين".
محمود خلف، القيادي في الجبهة الديمقراطية وعضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، قال في كلمة ألقاها ممثلاً عن الفصائل الفلسطينية، على هامش المسيرة: "خرجنا لنؤكد أن القدس هي خط الدفاع الأول للأمة". وأضاف خلف: "ليس أمامنا من خيار إلا الدفاع عن مدينة القدس وكرامتنا الوطنية على طريق إلحاق الهزيمة بالحكومة الصهيونية الجديدة ومشروعها الاستيطاني".
وتابع: "المخاطر التي تهدد القدس تتطلب اتخاذ العديد من الخطوات الاستراتيجية الهامة من منطلق المسؤولية الوطنية وفي هذا الظرف الحساس".
مسيرة الأعلام المستفزة
وفي وقت سابق الثلاثاء، انطلقت "مسيرة الأعلام" الاستفزازية من شارع "هنفيئيم" (الأنبياء) بالقدس الغربية بمشاركة نحو 5 آلاف مستوطن إسرائيلي إلى باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة.
"مسيرة الأعلام"، ينظمها يمينيون إسرائيليون بمناسبة ذكرى احتلال إسرائيل للجزء الشرقي من القدس ووقوع المدينة برمتها تحت الاحتلال، حسب التقويم العبري.
كما كان مقرراً تنظم المسيرة، في مايو/أيار الماضي، لكن تم تأجيلها إثر مواجهة عسكرية بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بين 10 و21 من ذلك الشهر.
وسبق أن ألغت الشرطة هذه المسيرة، بعد أن حُدد الخميس الماضي موعداً لها.
إلا أنه وقبل يومين من رحيلها، حددت حكومة بنيامين نتنياهو، الثلاثاء موعداً للمسيرة.