تسبب تفشّ جديد لفيروس كورونا بإحدى مقاطعات الصين في تراكم الشحنات وازدحام الناقلات في عدد من الموانئ الرئيسية بالبلاد، بما فيها ميناء يانتيان أكبر موانئ الصين، بعد أن قامت السلطات في مقاطعة غوانغدونغ جنوب الصين باتخاذ تدابير صارمة.
موقع Business Insider الأمريكي أوضح الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، أن خبراء في مجال الشحن قالوا إن تعطل الشحن حول العالم قد يؤدي إلى نقص البضائع خلال موسم العطلات، وسيجعل سفن الشحن تنتظر كثيراً قبل أن تتمكن من تجميل بضائعها.
تفاقم أزمة الشحن العالمية
يفاقم هذا الوضع من حدة أزمة الشحن العالمية القائمة بالفعل، التي رفعت الأسعار وأدت إلى نقص البضائع الشائعة، بدءاً من الدواجن ووصولاً إلى أشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعات الإلكترونية، وذلك حسبما أفادت رايتشل بريماك، الصحفية الاستقصائية لدى موقع Insider.
إذ قال توم فيربيرن، المهندس لدى شركة Solace، وهي شركة منتجات وسيطة: "سلاسل الإمدادات أكثر تعقيداً وضعفاً من أي وقت مضى". وأوصى بأن يستخدم العملاء البيانات الفورية، على سبيل المثال معلومات قاعدة البيانات الخاصة بشركة Unilever، ليعرفوا إذا كان هناك تعطل أم لا.
أضاف: "تجار التجزئة الذين يستخدمون هذا النهج يمكنهم أن يقولوا بكل ثقة ما إذا كان مخزون أعياد الميلاد سيتأجل أم لا". وأوضح أنه إذا لم يفعل تجار التجزئة ذلك، فقد "يضيعون المخزون الحالي، ويتحملون تكاليف تأخير، ويفوتون الفرص، ويؤخرون تسليم الشحنات".
ازدحام في موانئ الصين الرئيسية
إذ إن القيود الجديدة المفروضة على الميناء الصيني، التي تتضمن فحوصات التطهير وخفض عدد الحاويات، أدت إلى تراكم الشحنات في عدد من الموانئ ضمَّت يانتيان وشيكو وتشيوان ونانشا.
في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC أمس الأحد 13 يونيو/حزيران، قال نيلز هاوبت، مدير الاتصالات في شركة الشحن الألمانية Hapag-Lloyd: "يعد ميناء يانتيان أكبر موانئ الصين، وقد أُغلق في الأساس لحوالي ثلاثة أسابيع. بعض المراسي تعمل، لكنها لا تقترب من المستوى الكافي". وأضاف أن التأجيلات "تتراكم" في ثلاثة موانئ أخرى أيضاً.
بينما قال جيمس بيكر، المحرر المتخصص في شحنات الحاويات لدى مجلة Lloyd's List، خلال حديثه مع BBC، إن تجار التجزئة يطلبون بالفعل طلبات موسم العطلات لأنهم يعرفون مدى بطء الشحن في الوقت الحالي. وأوضح أن هذا يؤدي إلى مزيد من الازدحام الشديد.
أضاف: "في الوضع الاعتيادي، يبدأ موسم الذروة بالنسبة لشحنات الحاويات في الربع الثالث من العام، عندما يخزن الجميع من أجل موسم العطلات في الغرب، لكننا في العام الحالي صرنا في موسم ذروة دائم فعلياً، ولا يعلم إلا الله ما الذي سيحدث في شهر أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول. يمكن أن يصير الوضع جنونياً".
تابع في حديثه مع BBC أنه يتوقع استمرار تأخر الشحنات لعام آخر على الأقل. وحتى ذلك الحين، سوف يستمر العملاء في أمريكا الشمالية وأوروبا في الانتظار أكثر من المعتاد حتى وصول طلباتهم، وذلك حسبما قال بيكر.
تبعات أزمة الناقلة المحتجزة بقناة السويس
كانت أكثر من 50 سفينة تنتظر أن ترسو في دلتا نهر اللؤلؤة الصيني حتى يوم الجمعة 11 يونيو/حزيران، مقارنة بـ20 سفينة فقط في نفس الوقت من العام الماضي، وفقاً لبيانات شركة Refinitiv لبيانات الأسواق المالية.
كان هذا العدد أكثر أيضاً من عدد السفن في فبراير/شباط 2020، عندما تسببت جائحة فيروس كورونا في وقف أعمال الشحن الصينية، حسبما ورد في البيانات.
بينما لا تزال الصناعة تعاني من تزاحم 400 سفينة بسبب أزمة السفينة إيفر غيفن التي عرقلت حركة الملاحة في قناة السويس خلال شهر مارس/آذار الماضي.
صحيحٌ أن السفينة حُررت وانتظمت حركة الملاحة في القناة مع بداية أبريل/نيسان، لكن شركة Maersk، أكبر شركة شحن في العالم، قالت إن آثار هذا التوقف قد تستمر لأسابيع قبل أن تزول.
إذ قال هاوبت بعد أزمة قناة السويس: "كنا قد بدأنا للتو أن نرى الضوء في آخر النفق. لكننا اصطدمنا بعد ذلك لسوء الحظ بالموقف في يانتيان".