أطلقت قوات من الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 15 يونيو/حزيران 2021، الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه العشرات من الشبان الفلسطينيين الذين تظاهروا قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة.
فيما أشعل الشبان إطارات المركبات، قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.في حين لم يتم الإعلان عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين حتى الساعة 18.20 تغ.
يأتي ذلك في إطار فعاليات احتجاجية، تزامناً مع تنظيم ما يسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي ينظمها مستوطنون إسرائيليون في مدينة القدس المحتلة.
حيث انطلقت في وقت سابق من يوم الثلاثاء، تظاهرات غاضبة في قطاع غزة، بمشاركة المئات من الفلسطينيين.
المشاركون في تلك الاحتجاجات، التي دعت لها الفصائل الفلسطينية، رفعوا أعلام فلسطين، مرددين هتافات منها: "القدس لنا"، و"على القدس رايحين شباب بالملايين".
القدس خط الدفاع الأول للأمة
من جهته، قال محمود خلف، في كلمة ألقاها ممثلاً عن الفصائل الفلسطينية، على هامش المسيرة، إنهم خرجوا ليؤكدوا أن القدس هي خط الدفاع الأول للأمة العربية والإسلامية، مضيفاً: "ليس أمامنا من خيار إلا الدفاع عن مدينة القدس وكرامتنا الوطنية على طريق إلحاق الهزيمة بالحكومة الصهيونية الجديدة ومشروعها الاستيطاني".
خلف تابع: "المخاطر التي تهدد القدس تتطلب اتخاذ العديد من الخطوات الاستراتيجية الهامة، من منطلق المسؤولية الوطنية وفي هذا الظرف الحساس"، مشدّداً على ضرورة "إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج سياسي موحد لمواجهة كل التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية".
كانت حركة "حماس" قد اعتبرت، الإثنين، في تصريح صحفي، للناطق باسمها عبداللطيف القانوع، أن "مسيرة الأعلام صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى"، داعية المقدسيين وفلسطينيي الداخل الإسرائيلي إلى "الاستنفار وتصديهم لقطعان المستوطنين بمختلف الوسائل والأدوات".
في وقت سابق الثلاثاء، انطلقت "مسيرة الأعلام" الاستفزازية من شارع "هنفيئيم" (الأنبياء) بالقدس الغربية بمشاركة نحو 5 آلاف مستوطن إسرائيلي، قبل أن تصل إلى باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة، وسط هتافات "الموت للعرب".
إلى ذلك، أصابت شرطة الاحتلال 17 فلسطينياً، واعتقلت 6 آخرين، خلال مواجهات تخللت إجلاء المواطنين من منطقة باب العامود ومحيطها بالقدس الشرقية.
منظمات إسرائيلية متطرفة
كان من المقرر أن تُنظم "مسيرة الأعلام" خلال الشهر الماضي، بدعوة من منظمات يمينية إسرائيلية، بمناسبة الذكرى السنوية (وفق التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.
لكن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو أقرتها قبل يومين من رحيلها، وحددت موعدها الثلاثاء (اليوم).
إلا أن الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، والتي تم تنصيبها مساء الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، عادت الإثنين وأعلنت على لسان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف المصادقة النهائية على تنظيم المسيرة.
في هذا الإطار، وجَّه ناشطون فلسطينيون قبل أيام دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في "باب العامود" بالتزامن مع "مسيرة الأعلام".
جدير بالذكر أن مسؤولين وأحزاباً فلسطينية قد حذّروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محملين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.
يشار إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، كان قد طالب قبل أيام بإلغاء تلك المسيرة، بسبب الاستفزاز الذي يشكله تنظيمها في أزقة البلدة القديمة من المدينة المحتلة، منوهاً إلى أنها من الممكن أن تؤدي إلى الإضرار بالنظام الجماهيري والمسارات الدبلوماسية الجارية.