رفض زعيم حزب "الليكود" اليميني المعارض بنيامين نتنياهو، تسليم السلطة إلى خلفه رئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت بمراسم احتفالية، على غرار ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية.
هيئة البث الإسرائيلية، قالت الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، إن "نتنياهو وبينيت سيجتمعان صباح اليوم، ولن تقام مراسم تسليم وتسلم"، في إشارة إلى رفض نتنياهو لذلك، وعادةً ما تجري مثل هذه المراسم بأجواء احتفالية.
مكتب نتنياهو الذي من المتوقع أن يكون زعيم المعارضة المقبل، قال إنه سيعقد اجتماعاً مع بينيت لتسليم مقاليد رئاسة الوزراء، لكن البيان الصادر عن المكتب قال إن الاجتماع سيعقد في مكتب رئيس الوزراء في القدس، موضحاً أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته لن يشارك في مراسم تسليم رمزية، بحسب ما ذكره موقع "تايمز أوف إسرائيل".
يُعيد قرار نتنياهو إلى الأذهان ما فعله رئيس أمريكا السابق ترامب، حيث رفض تسليم السلطة إلى بايدن، مخالفاً بذلك ما هو معمول به في تاريخ رئاسيات الولايات المتحدة، بل وشن ترامب هجوماً على منافسه وشكك بالانتخابات وهاجم الإدارة الأمريكية الجديدة.
كذلك واصل نتنياهو مهاجمة الحكومة الجديدة وبينيت حتى لحظة المصادقة عليها في الكنيست يوم أمس الأحد، وقال في ختام خطابه بالكنيست: "سأقاتل يومياً ضد هذه الحكومة اليسارية السيئة والخطيرة من أجل إسقاطها. سيحدث هذا في وقت أبكر بكثير مما تتصورون".
يأتي ذلك بينما بدأت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بإجراءات تولي السلطة، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "رؤساء الأجهزة الأمنية بدأوا بإطلاع بينت الليلة الماضية على معلومات ومواد سرية".
كانت حكومة بينيت-يائير لابيد، قد نالت الليلة الماضية ثقة الكنيست قبل عقد أول اجتماع للحكومة التي أنهت 12 عاماً من حكم رئيس الوزراء السابق، وبدءاً من مساء أمس أصبح نتنياهو يجلس على مقاعد المعارضة.
صوّت 60 نائباً لصالح الحكومة الجديدة المؤلفة من اليمين والوسط واليسار إضافة إلى حزب عربي، في حين عارضها 59 نائباً معظمهم من حزب الليكود والأحزاب اليمينية المتشددة، وامتنع نائب واحد عن التصويت.
يتولى بينيت رئاسة الوزراء لمدة عامين، قبل أن يتولى السياسي المنتمي للوسط يائير لابيد (57 عاماً)، وهو مقدم برامج تلفزيوني شهير سابق، المنصب في 2023.
كان نتنياهو وهو أطول الساسة الإسرائيليين بقاء في السلطة، قد شغل رئاسة الوزراء منذ عام 2009، وذلك بعد فترة أولى بين عامي 1996 و1999، لكنه تضرر من إخفاقه المتكرر في انتزاع الفوز في الانتخابات منذ عام 2019 وبسبب محاكمته حالياً في مزاعم فساد.
يُشار إلى أن الفلسطينيين لم يعبأوا بتغيير الحكومة الإسرائيلية، إذ يقولون إن بينيت وزير الدفاع السابق الذي يدعو إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، سيتبع على الأرجح نفس الأجندة اليمينية مثل نتنياهو.