قالت صحيفة The Independent البريطانية، السبت 12 يونيو/حزيران 2021، إنه تم جمع ما يقرب من مليوني دولار للطفل المسلم الذي تعرضت عائلته للقتل في كندا جراء عملية دهس متعمدة وصفها رئيس الحكومة الكندية، جاستن ترودو، بـ"الإرهابية".
كان الصبي فائز أفضال (تسع سنوات) قد فقد عائلته بأكملها أثناء سيرهم في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو الكندية بعد أن قتل "إرهابي مسيحي" الأسرة دهساً بشاحنته الصغيرة قبل أيام، إلا أنه أصيب بجروح خطيرة.
حيث نجح صندوق تمويل جماعي على موقع GoFundMe في جمع أكثر من 840 ألف دولار. وقد أنشأته صديقة الأسرة سناء ياسر التي كتبت عن علاقتها بالعائلة وما تخطط لفعله بالمال.
سناء كتبت: "عرفت هذه العائلة منذ 12 عاماً، وأصبحنا أصدقاء مقربين جداً من حينها، وكنت أراهم كل أسبوع تقريباً. ونحن نعيش بالقرب من هذه العائلة وكثيراً ما كنا نصادفهم أثناء نزهاتهم المسائية اليومية"، موضحة أن الأموال ستُخصص لمستقبل فايز.
كما تحدثت إلى شبكة CTV News الكندية عن الاستجابة لصندوق جمع التبرعات، قائلة إنها "مذهلة"، وأضافت: "أذهلني كم الناس الذين تبرعوا وهم من جميع أنحاء العالم ومن مختلف الأعراق والديانات".
فيما أشارت صديقة الأسرة المسلمة أيضاً إلى سؤال الناس عن حال فايز، متابعة: "من الأمور التي تبعث على الارتياح أن ترى عدد الأشخاص الذين يقفون إلى جانبنا في هذا الوقت ويُظهرون حبهم ودعمهم".
بخلاف ذلك، أنشأ مجموعة من الأصدقاء وأفراد العائلة والجمعيات الخيرية صندوقاً آخر على موقع LaunchGood الداعم لقضايا المسلمين وجمع أكثر من 1.3 مليون دولار. ويُعتقد أنهما صندوقان مختلفان اندمجا في النهاية في صندوق واحد.
العنف ضد المسلمين
كان منظمو جمع التبرعات قد كتبوا على الموقع: "مجتمعنا حزين على خسارة 4 أرواح غالية بسبب دينهم"، مسلطين الضوء على العنف الذي يواجهه المسلمون، ومطالبين بضرورة التحرك لمواجهة ذلك.
في هذا الصدد، شدّد المنظمون على ضرورة إدانة تزايد جرائم الكراهية وعداء الإسلام على مختلف المستويات في المجتمع، قائلين: "سنجتاز هذا الاختبار بالأمل والمحبة وإيماننا الراسخ بالله والتزامنا القوي بالسعي لتحقيق العدالة"، متعهدين بالإعلان عن أي معلومات جديدة حال توفرها.
في حين أوضحوا تفاصيل التعامل مع الأموال المجمعة، منوهين إلى أن منظمة الإغاثة الإسلامية ستتعاون بشكل وثيق مع أفراد من الأسرة، وكذلك المركز الثقافي الإسلامي في لندن، والمجلس الوطني لمسلمي كندا، لتخصيص الأموال لتلبية احتياجات الناجي الوحيد وتخصيص مشروع صدقة جارية للمتوفين.
تفكيك الجماعات اليمينية المتطرفة
يشار إلى أن كندا، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021، قد تعهَّدت باتخاذ المزيد من الإجراءات والخطوات التي تهدف إلى تفكيك الجماعات اليمينية المتطرفة، وذلك على خلفية مقتل أفراد الأسرة المسلمة.
حيث قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "سنواصل محاربة الكراهية عبر شبكة الإنترنت وغيرها. ويشمل ذلك اتخاذ مزيد من الإجراءات لتفكيك الجماعات اليمينية مثل (Proud Boys)، من خلال إضافتها لقائمة الإرهاب في كندا".
كما لفت ترودو إلى مواصلة تمويل برامج مثل برنامج البنية التحتية الأمنية للمساعدة في حماية المجتمعات المعرضة للخطر وأماكن عبادتها ومدارسها.
جاء ذلك في كلمة لرئيس الوزراء الكندي، أمام مجلس العموم، استهلها بقول: (السلام عليكم)، عقب انتهاء دقيقة صمت؛ حداداً على أرواح القتلى المسلمين.
عمل وحشي وجبان ووقح
فيما أكد ترودو أن "هذا الهجوم كان عملاً إرهابياً، بدافع الكراهية، في قلب أحد مجتمعاتنا"، مضيفاً: "لقد قُتلوا في عمل عنيف وجبان ووقح، وكانت حادثة القتل هذه متعمدة".
كما قام رئيس الوزراء الكندي بذكر أسماء الضحايا "الجدة والأبوين سلمان ومديحة، والأطفال يمنى وفائز"، منوهاً إلى أنهم خرجوا لاستنشاق قليل من الهواء النقي في مدينة أونتاريو، لكنهم لم يصلوا مطلقاً؛ لأن أرواحهم أُزهقت في عمل وحشي ووقح.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يحضر ترودو وقفة احتجاجية خارج مسجد لندن الإسلامي، مساء الثلاثاء، استذكاراً للحادث المؤلم.
بدورها، قالت الشرطة في كندا إن المشتبه به ليس لديه سجل جنائي، ولا يُعرف عنه أنه عضو في جماعة كراهية، أو وجود متواطئين معه، مشيرة إلى أنه ألقي القبض عليه في موقف للسيارات بمركز تجاري، بينما كان يرتدي سترة واقية من الرصاص.
في حين ألقت الشرطة القبض على المشتبه به ويدعى ناثانيال فيلتمان (20 عاماً)، يوم الأحد، في مرأب للسيارات على بعد حوالي 500 متر من مسجد لندن، وكان يرتدي سترة واقية من الرصاص.
ووُجه إلى فيلتمان، وهو أبيض، أربع تهم بالقتل من الدرجة الأولى وتهمة واحدة بالشروع في القتل. وتدرس السلطات إمكانية توجيه تهم بالإرهاب إليه.
جدير بالذكر أن هذا أسوأ هجوم يستهدف مسلمين كنديين منذ أن قتل رجل ستة أشخاص بالرصاص في مسجد بمدينة كيبيك عام 2017. وقال إد هولدر، رئيس بلدية لندن إن ذلك أسوأ هجوم في تاريخ المدينة.