قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أول اجتماع له مع نظيره الأمريكي جو بايدن، الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، إن الاجتماع كان بنّاءً وصادقاً، وإنه لا توجد مشاكل بين البلدين لا يمكن حلها. فيما وصف بايدن هذا اللقاء بأنه كان "جيداً للغاية".
حيث قال أردوغان، خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، إن "المحادثات المكثفة" مع بايدن شملت التعاون في القضايا الإقليمية، مشيراً إلى سنوات الصداقة الطويلة التي تربطه بالرئيس الأمريكي، مشدّداً على أنه "لا توجد مسألة عصيَّة على الحل في العلاقات التركية الأمريكية، ومجالات التعاون بيننا أوسع وأكثر ثراءً من القضايا الخلافية".
كما أشار إلى أن لقاء بايدن كان إيجابياً على صعيد استمرار العلاقات بين الدولتين، وقال: "حين دعوته إلى زيارة تركيا أكد أنه قد يأتي"، موضحاً أنهم ناقشوا نهج بناء فرص التعاون في المجالات ذات المصالح المشتركة.
لكن أردوغان شدّد على أنه نقل للرئيس الأمريكي ثبات موقف بلاده بشأن منظومة إس-400 الروسية، ومقاتلات إف-35 والذي تسبب أيضاً في توتر العلاقات بين البلدين، إضافة إلى أنه أبلغ بايدن أيضاً رؤية أنقرة بشأن الاستعانة بباكستان والمجر إلى جانبهم في تأمين مطار العاصمة الأفغانية كابل.
"كان اجتماعاً جيداً للغاية"
من جانبه، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، اجتماعه بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، على هامش قمة حلف الناتو في بروكسل، بأنه كان "جيداً للغاية".
جاء ذلك في تصريح لبايدن عقب اللقاء، الذي يعدّ الأول منذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي.
فيما انتهى اللقاء الثنائي بين الرئيسين التركي والأمريكي، حيث استغرق 45 دقيقة، وبعده بدأ اجتماع على مستوى وفدي البلدين.
كان الرئيس التركي قد التقى أيضاً قبل لقاء بايدن، قادةَ العالم الآخرين خلال القمة، ومن ضمنهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
على صعيد آخر، ذكر أردوغان أنه أبلغ نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بإمكان البلدين العمل معاً للتصدي للصراعات في سوريا وليبيا.
"دور فاعل للناتو"
في حين قال أردوغان إنه "على الناتو الاضطلاع بدور فاعل في كل مكان تكون فيه حاجة لمظلة الحلف الأمنية من البحر المتوسط إلى البحر الأسود ومن أوروبا إلى آسيا"، متابعاً: "قررنا اتخاذ خطوات من شأنها تعزيز البعد السياسي للناتو مع جعله أقوى عسكرياً".
أردوغان أشار إلى أن "الدعم القوي من قِبل الحلف للعمليات التي تنفذها تركيا خارج حدودها، وتساهم في أمن حلفائها، هو واجب وليس اختياراً، مضيفا: "من الآن فصاعداً نتمنى أن يترك كافة حلفائنا الحسابات السياسية الضيقة جانبا وأن يظهروا تضامناً تاماً مع تركيا".
في هذا الإطار، أعرب عن أسفه لاستمرار "المفهوم المنحرف الذي يميز بين المنظمات الإرهابية ويقوم بالتصنيف على أساس إرهابي جيد وآخر سيء"، مشدّداً على أنه "من الواضح أن مثل هذا الموقف المتناقض لن يقضي على الإرهاب، بل على العكس سيشجع المنظمات الإرهابية".
"حليفين وصديقين وشريكين"
أما بشأن لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لفت أردوغان إلى تأكيدهما المشترك خلال اللقاء على الأهمية التي يولونها للتعاون على المستوى الإقليمي والثنائي بوصفهما حليفين وصديقين وشريكين استراتيجيين.
كما ذكر أردوغان أنه بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القضايا الثنائية والإقليمية.
في حين تطرق إلى عمليات تركيا في مكافحة الإرهاب، قائلاً: "طهرنا أكثر من 8 آلاف و200 كلم من الإرهاب بفضل عملياتنا خارج الحدود"، منوهاً إلى أن بلاده حاربت تنظيم "داعش" وجهاً لوجه، وهي الحليفة الوحيدة في الناتو، التي اقتلعت التنظيم من شمالي سوريا.
أما بشأن محادثاته مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد أن اللقاء "كان جيداً" مضيفا: "دعوته ألا نشرك طرفاً ثالثاً سواء في ملف بحر إيجة أو المناطق الأخرى (.)، وقد اتفقنا على إجراء مباحثاتنا عبر قنواتنا الخاصة عند الضرورة، وأنه لا داعي لإقحام طرف ثالث بيننا".
الرئيس التركي أوضح أنهما توصلا لتوافق في الآراء حيال اتخاذ خطوات مشتركة لدعم الأجندة الإيجابية بين تركيا واليونان.
"فرنسا لا تهاجم أي دين"
إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه أكد للرئيس التركي أن بلاده لا تتبنى سياسة تقوم على مهاجمة أي دين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده، الإثنين، عقب قمة لزعماء حلف شمال الأطلسي.
ماكرون لفت إلى أنه التقى على هامش القمة الرئيس التركي، وأن اللقاء جرى في "أجواء هادئة".
كما أوضح أنهما بحثا خلال اللقاء موضوع الإسلام، وأنه قال لأردوغان إن "سياسة فرنسا ليست مهاجمة أي دين، وإن احترام جميع الأديان مهم بالنسبة لهم".
في وقت سابق من يوم الإثنين، انطلقت أعمال قمة "الناتو"، بمشاركة زعماء وقادة دول الحلف البالغ عددها 30 دولة.