قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، إن العراق يعتزم بناء ثمانية مفاعلات نووية، ربما تكون من صناعة روسية، لمواجهة انقطاع التيار الكهربي الذي ما انفك يتحول إلى شرارة أشعلت اضطرابات مدنية عديدة.
فعلى الرغم من أن البلاد تمتلك نحو 8.4% من نفط الكوكب، وخامس أكبر احتياطيات النفط في العالم، فإن البنية التحتية المتداعية والفساد وسوء الإدارة والاستهلاك العالي للغاية للكهرباء في الصيف من تكييفات الهواء جعل انقطاع الكهرباء في العراق أزمة متكررة.
وتواجه البلاد بالفعل فجوةً كبيرة بين العرض والطلب، وقد تفاقمت تلك الفجوة في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما قلَّصت إيران صادراتها من الغاز إلى العراق بسبب الفواتير غير المسددة.
بالإضافة إلى ذلك، تذهب تقديرات الحكومة العراقية إلى أن الطلب على الطاقة سيرتفع بنسبة 50% بحلول عام 2030، وصرَّح كمال حسين لطيف، رئيس الهيئة العراقية للمصادر المشعة، لوكالة Bloomberg، بأنه بدون الطاقة النووية "ستقع البلاد في ورطة كبيرة"، أما الناتج المشترك الإجمالي للمفاعلات المخطط لها سيكون 11 غيغاوات.
فيما يُتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 40 مليار دولار، وتسعى العراق للحصول على شركاء خارجيين لتمويله بواسطة قروضٍ تدفعها على مدى 20 عاماً، وقد أجرت من أجل ذلك محادثات تعاون مع فرنسا والولايات المتحدة وروسيا وكوريا الجنوبية.
من جهة أخرى، يسود اعتقاد بأن مزيداً من الاستعاضة بالطاقة النووية في السوق المحلي سيُتيح للعراق إنتاج وبيع المزيد من نفطها، وهو مصدر رئيسي لإيرادات البلاد.
وكان الانخفاض الحاد في أسعار النفط منذ مارس/آذار من العام الماضي قد أدَّى إلى استنزاف الأموال من الخزائن العراقية لأن النفط يشكِّل نحو 60% من الناتج المحلي الإجمالي، و99% من صادرات البلاد. وعلى الرغم من عودة أسعار النفط إلى الارتفاع في الأشهر الأخيرة، فإن العراق لا يزال يعاني للوفاء باحتياجاته وضبط ميزانيته بين الإيرادات والمصروفات.
ولا يزال قطاع النفط يفتقر افتقاراً كبيراً إلى الفاعلية المفترضة، وهو مصدر هائل لانبعاثات الكربون. ويحرق العراق نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز من حقوله النفطية كل عام، بحسب البنك الدولي، رغم أن الحكومة قالت إنها تعتزم وقف هذه الممارسة تماماً.
توجهات إلى الطاقة النووية
يُذكر أن عديداً من البلدان في جميع أنحاء الشرق الأوسط بدأت تتجه على نحو متزايد إلى الطاقة النووية في أثناء محاولاتها تقليص الاعتماد على النفط. وتمتلك إيران والإمارات بالفعل مفاعلات عاملة، ويجري العمل في تركيا على إنشاء محطة "أكويو" للطاقة النووية.
في هذا السياق، تضطلع روسيا بدور رئيسي في كثير من خطوات الشرق الأوسط نحو الطاقة النووية. إذ تشرف وكالة الطاقة النووية الروسية "روس آتوم" Rosatom على مشروع محطة "أكويو" للطاقة النووية في تركيا، وتملك شركات روسية 51% من أسهمها.
كما تعاونت روسيا مع الإمارات في إقامة مشروع الأخيرة النووي المدني، ووقعت كذلك اتفاقية مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لبناء ثمانية مفاعلات جديدة على الأقل، على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على برنامج طهران النووي.
علاوةً على ذلك، تبني شركة "روس آتوم" محطة للطاقة النووية في مصر، وتسعى لبناء منشأتين للطاقة النووية في السعودية. كما وقَّعت اتفاقيات ذات صلة بذلك مع حكومات الأردن والجزائر وتونس والمغرب والسودان.
وفي أبريل/نيسان الماضي، كشفت مصادر عن أن العراق كان يجري مناقشات مع فرنسا وروسيا والولايات المتحدة لبناء ثلاثة مفاعلات نووية للاستخدام المدني.