فازت الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي يترأسها نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا" (يمين)، الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، بأغلبية في تصويت البرلمان "الكنيست"، لتُنهي بذلك حكم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الذي استمر 12 عاماً متتالية.
فقد صوّت البرلمان الإسرائيلي بأغلبية 60 صوتاً ضد 59 لصالح الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
في حين أدى بينيت اليمين الدستورية كرئيس لوزراء إسرائيل.
هذه الحكومة الجديدة هي ائتلاف من 8 أحزاب من اليمين واليسار والوسط، مع مشاركة حزب عربي، هو "القائمة الموحدة"، للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.
كما أن حكومة بينت تتألف من 27 وزيراً، بينهم 9 وزيرات، وهو أكبر عدد من النساء في تاريخ الحكومات الإسرائيلية.
يشار إلى أن بينيت هو يميني متشدد لا يخفي عداءه للفلسطينيين، وهو مؤيد للاستيطان، ويدعو إلى ضم إسرائيل لنحو 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، ويعارض إقامة دولة فلسطينية، وأيّد جميع الحروب على قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني.
بخلاف ذلك، يُعدّ بينيت أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل يرتدي "الكيبا"، وهي طاقية صغيرة يعتمرها اليهود المتدينون.
نتنياهو يتعهَّد بالعودة
في وقت سابق من يوم الأحد، تعهَّد نتنياهو بالاستمرار في العمل السياسي، وأن يكون صوتاً قوياً وواضحاً للمعارضة في حال نجح الائتلاف الحكومي الجديد في الإطاحة به من منصبه، مشدّداً على أنهم سيعودون قريباً إلى حكم إسرائيل.
جاء ذلك في كلمة له أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) خلال مشاركته بجلسة خاصة للتصويت على ائتلاف "التغيير" الحكومي الجديد.
فيما أضاف نتنياهو: "إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود لقيادة البلاد على طريقتنا"، مؤكداً أن رئيس الوزراء المحتمل للحكومة الجديدة، نفتالي بينيت، لن يقدر على الوقوف بحزم أمام الضغط الأمريكي بشأن محادثات إيران.
نتنياهو (71 عاماً) قال إنه يتحدث نيابة عن ملايين الإسرائيليين الذين صوتوا لصالحه في الانتخابات السابقة، زاعماً أنه حقق لإسرائيل الكثير من "الإنجازات غير المسبوقة".
قبل ذلك، قال نتنياهو، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" مخاطباً الإسرائيليين: "أحبكم.. شكراً لكم"، ونشر معها صورة تعبيرية لقلب وصورة له في خلفيتها العلم الإسرائيلي.
منح الثقة لائتلاف "لابيد- بينيت"
كان الكنيست الإسرائيلي قد بدأ جلسته الخاصة بشأن منح الثقة للائتلاف الحكومي بين "لابيد- بينيت" الذي تعهد بمعالجة انقسام شديد تواجهه دولة الاحتلال بفعل رحيل أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة.
حسب هذا الائتلاف، سيتناوب المليونير المتشدد الذي حقق ثروته في مجال التكنولوجيا الفائقة، يائير لابيد، وهو زعيم حزب "هناك مستقبل" (وسط)، ومقدم البرامج التلفزيونية السابق نفتالي بينيت، وهو زعيم حزب "يمينا" (يمين)، على رئاسة الحكومة، التي ستضم أحزاباً يمينية ووسطية ويسارية و"القائمة العربية الموحدة" (4 نواب)، برئاسة منصور عباس.
سيكون بينيت (49 عاماً)، الأول الذي سيترأس الحكومة حتى 27 أغسطس/آب 2023، ثم سيترأس لابيد الحكومة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2025.
يشار إلى أنه عقب حصول الائتلاف الجديد على ثقة الكنيست، يفترض أن يتم التسليم الرسمي للسلطة، يوم الإثنين 14 يونيو/حزيران 2021، في مكتب رئيس الوزراء.
كان نتنياهو، الذي يتزعم حزب "الليكود" (يمين)، قد أخفق في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين في 23 مارس/آذار الماضي.
في حين أبلغ نتنياهو الرئيسَ الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، في 5 مايو/أيار الماضي، بفشله الرسمي في تشكيل حكومة، مع انتهاء مهلة 28 يوماً، ليتم تكليف لابيد بالمهمة، حيث أبلغ الرئيسَ، قبل أيام، بتمكُّنه من تشكيل الحكومة.
احتفالات خصوم نتنياهو
تجدر الإشارة إلى أن احتفالات خصوم نتنياهو بدأت بانتهاء عهده مساء السبت 12 يونيو/حزيران الجاري، خارج مقر إقامته في القدس، والذي شهد احتجاجات أسبوعية في العام الأخير، حيث علقت لافتة سوداء على جدار كتب عليها "مع السلامة يا بيبي مع السلامة"، في إشارة إلى اسم التدليل الذي يطلقه عليه أنصاره.
حيث ردد المتظاهرون الأغاني، ودقوا الطبول، ورقصوا في إطار احتفالاتهم.
في هذا الإطار، يندد خصوم نتنياهو منذ مدة طويلة بما يرون أن خطابه السياسي يدعو للفرقة وأساليبه السياسية سرية، وإخضاع مصالح الدولة لبقائه على المسرح السياسي. ووصفه البعض بوزير الجريمة؛ نظراً لأنه يحاكم حالياً أمام القضاء.
كما اتهمه معارضوه أيضاً بسوء إدارة أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
أما أنصار نتنياهو فيشعرون بالغضب لما يرون أنه انقلاب على زعيم كرَّس حياته لأمن إسرائيل ووقف كحائط صد في مواجهة الضغوط الدولية لأخذ خطوات قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، بل استطاع إبرام اتفاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
بانقضاء عهد نتنياهو، سيجد نفسه في مواجهة محاكمته في 3 قضايا فساد بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
فقد سبق أن وجهت اتهامات لنتنياهو من قبل معارضيه بمحاولة استغلال سلطته كرئيس للحكومة للتهرب من المحاكمة وعرقلتها.