قال مسؤول فلسطيني في قطاع غزة، الأحد 13 يونيو/حزيران 2021، إن إسرائيل تواصل منع إدخال سلع وبضائع "مهمة وضرورية" إلى القطاع، عبر معبر كرم أبوسالم، منذ انتهاء عدوانها الأخير، فجر 21 مايو/أيار الماضي. فيما نظم عشرات الصيادين الفلسطينيين وقفة احتجاجية رفضاً لاستمرار الحصار.
حيث قال رامي أبوالريش، مدير عام التجارة والمعابر في وزارة الاقتصاد الفلسطينية بغزة (تديرها حماس)، إن سلطات الاحتلال ما تزال تواصل فتح معبر كرم أبوسالم التجاري "جزئياً" منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي.
يشار إلى أن كرم أبوسالم هو المعبر التجاري الوحيد لغزة، التي يعيش فيها أكثر من مليوني فلسطيني، وتحاصرها إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالانتخابات التشريعية، عام 2006.
فيما أغلقت إسرائيل هذا المعبر كلياً مع بداية العدوان الأخير، في 10 مايو/أيار الماضي، ثم أعادت فتحه بعد وقف إطلاق النار، لكنها تفرض قيوداً مشددة على حركة الاستيراد وتمنع بشكل كامل التصدير، ما يفاقم الأوضاع المعيشية والصحية المتدهورة بالأساس.
منع عبور أصناف كثيرة من السلع والبضائع
في هذا الإطار، أضاف "أبوالريش": "يسمح الاحتلال بإدخال السلع الغذائية الأساسية فقط والأعلاف وبعض المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) وأصناف من الأدوية، فيما يمنع عبور أصناف كثيرة من السلع والبضائع المهمة والضرورية لغزة".
كما تابع: "من بين البضائع التي يمنع الاحتلال عبورها، المواد الخام المستخدمة في صناعات مختلفة، ومواد البناء، والمواد التي يدعي الاحتلال أنها تُستخدم بشكل مزدوج (لأغراض مدنية وعسكرية)، وأصناف أخرى كثيرة، تحت ذرائع أمنية واهية".
المسؤول الفلسطيني أوضح أن "الاحتلال يواصل منع التصدير بشكل كامل للخردة (نفايات حديدية) والأثاث والخضراوات، وأصناف أخرى كانت تُصدر للسوق المحلية في الضفة الغربية"، مشدداً على أن "هذا السياسة تعود بالسلب على المصانع والحركة التجارية في غزة وتؤدي لتضخم في البطالة".
في حين لفت "أبوالريش" إلى أن "استمرار إغلاق كرم أبوسالم يصيب حركة التجارة داخل غزة بالشلل"، مؤكداً أن إسرائيل "تعمدت خلال عدوانها الأخير، قصف المصانع، فدمرت قرابة 18 مصنعاً وتكبد أصحابها خسائر فادحة".
يذكر أن عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة يبلغ حوالي 232 ألفاً، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
كذلك، يعاني نصف سكان غزة من الفقر، بحسب العديد من المراكز الحقوقية.
اعتداءات إسرائيلية على الصيادين
في سياق متصل، شارك عشرات الصيادين الفلسطينيين، الأحد، في وقفة احتجاجية رفضاً لاستمرار الحصار على قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على صيادي الأسماك في القطاع.
المشاركون في الوقفة، التي دعت إلى تنظيمها "نقابة الصيادين"، في مرفأ غربي مدينة غزة، رفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب عليها شعارات منها: "من حقي التنقل بحرية"، و"نعم لكسر الحصار كاملاً عن القطاع".
من جانبه، قال نقيب الصيادين نزار عياش، على هامش الوقفة: "نقف اليوم رفضاً لاستمرار الحصار الإسرائيلي البحري على قطاع غزة والانتهاكات المتكررة"، معتبراً السماح للصيادين الفلسطينيين بالإبحار 6 أميال بحرية بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، "لا يفي باحتياجات الصيادين، ويزيد من معاناتهم الاقتصادية".
ولفت عياش إلى أن انتهاكات تل أبيب، بحق الصيادين مستمرة كل يوم، سواء من إطلاق النيران من البحرية الإسرائيلية، أو منع دخول مستلزمات الصيد، مشيراً إلى أن "الصياد الفلسطيني يأمل أن تكون مساحة الصيد 20 ميلاً بحرياً، لكي يتمكن من صيد وفير حيث تتواجد الأسماك".
جدير بالذكر أنه بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قررت السلطات الإسرائيلية، تقليص مساحة الصيد قبالة شواطئ قطاع غزة، من 15 ميلاً لـ6 أميال.
فيما يُقدر عدد الصيادين الفلسطينيين بقطاع غزة بـ4500 صياد، حسب عياش.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية؛ حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.