قالت شبكة BBC البريطانية في تقرير نشرته الجمعة 12 يونيو/حزيران 2021، إن جلسة برلمان "عموم إفريقيا" شهدت اشتباكات بالأيدي بين الأعضاء وتهديداً بالقتل، وذلك وسط انقساماتٍ حادة حول من يجب أن يكون الرئيسَ القادم للبرلمان المُكوَّن من 235 عضواً، بعد إصرار مندوبي جنوب إفريقيا على أنه يجب اختيار مُرشَّحهم، لإنهاء هيمنة المناطق الأخرى.
قال العضو يوليوس ماليما، الجنوب إفريقي في البرلمان: "سأقتلك"، مشيراً بأصبعه إلى نائب منافس، في فورة غضبٍ التقطتها عدسة الكاميرا. ودافع في وقتٍ لاحق عن تصريحاته قائلاً إنه تعرَّض للتهديد.
هتافات في الجلسة
في جلسةٍ أخرى، كانت هناك هتافات: "لا تناوب، لا تصويت، لا انتخاب"، بينما تزاحَمَ الأعضاء على صناديق الاقتراع. ومع استمرار الفوضى، تبادَلَ بعض السياسيين الضربات، فيما سُمِعَ أحدهم يصرخ: "رجاءً اتصلوا بالشرطة. الأمر عاجل".
في مقابلةٍ مع شبكة BBC البريطانية، قالت النائبة الزيمبابوية باربرا رودزي إنها أُصيبَت في ذراعها اليسرى، واضطرت إلى تضميدها، خلال "المعركة" التي وقعت في الجلسة البرلمانية التي عُقِدَت بمركز مؤتمرات غالاغر في جنوب إفريقيا.
من جانبه قال البروفيسور ليزيبا تيفو، المحلِّل السياسي بجامعة جنوب إفريقيا، لوكالة أنباء جنوب إفريقيا: "نحن منقسمون باعتبارنا قارة أكثر مِمَّا كنَّا عليه في أيِّ وقتٍ مضى. هذه هي الحقيقة. نستعرض هذا التضامن الزائف في مواجهة الظلم الكبير. لدينا رؤساء مدى الحياة ورؤساء متشبِّثون بأماكنهم".
أضاف: "لا ننتقد بعضنا البعض. لقد جرَّبنا التحرير منذ 60 عاماً، ومازلنا أبعد ما نكون عن الوحدة".
تشكيل برلمان "عموم إفريقيا"
كان تشكيل البرلمان قبل 17 عاماً، جزءاً من خطةٍ كبرى صاغها بعض قادة إفريقيا آنذاك، من ضمنهم الزعيم الليبي معمر القذافي، لتوحيد قارةٍ تتكوَّن من أكثر من 50 دولة.
توقَّع هؤلاء القادة آنذاك أن يقود الاتحاد الإفريقي تشكيل حكومةٍ واحدة، على أن يعمل البرلمان بمثابة ذراعٍ تشريعية لها. ولكن عندما لا يكون البرلمان حلبة ملاكمة، فإنه في أحسن الظروف منتدى للكلام فقط.
من جانبه قال النائب السنغالي توسان مانغا لشبكة BBC، إن جزءاً كبيراً من المشكلة هو أن 11 دولة فقط من أصل 54 عضواً في الاتحاد الإفريقي قد صدَّقَت على اتفاقية عام 2014 -المعروفة باسم بروتوكول مالابو- لمنح البرلمان السلطة التشريعية. وهناك حاجةٌ إلى 28 دولة على الأقل.
أضاف: "إذا كنَّا حقاً نريد دفع هذا البرلمان إلى الأمام، فإن الدول بحاجةٍ إلى التصديق ومنح البرلمان الصلاحيات الكاملة".
المنصب الجديد لرئاسة البرلمان
لكن في الوقت الحالي، لا يزال العديد من أعضاء البرلمان يركِّزون على من سيؤمِّن المنصب المتميِّز لرئاسة البرلمان، ذلك المنصب الذي يأتي مع كثير من المزايا، من ضمنها الإقامة الفاخرة في جنوب إفريقيا، والاتحاد الإفريقي يدفع الفاتورة.
سوف تُستأنَف الانتخابات في جلسةٍ كان من المُقرَّر أن تُعقَد في أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد أن توقَّفَت جلسة شهر مايو/أيار 2021، بسبب العراك.
فيما قال النائب الناميبي مكهنري فيناني، إن "المناطق الشرقية والغربية والوسطى قد اختطفت القيادة لثلاث فترات".
تريد الكتلة الجنوب الإفريقية، التي فاق عددها في التصويت، منح المنصب لرئيس زيمبابوي، فورتشن شارومبيرا، القائم بأعمال الرئيس، في صفقةٍ من شأنها أن تشهد تناوب الرئيس بين المناطق المختلفة.