قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، السبت 12 يونيو/حزيران 2021، إنه مهما كانت نتائج الانتخابات البرلمانية بحصول أغلبية للمعارضة أو الموالاة، سيتخذ قرارات تتماشى مع الديمقراطية، بينما قلل من أهمية نسبة المشاركة في الانتخابات.
في وقت سابق السبت، انطلقت عملية التصويت لاختيار 407 نواب في المجلس الشعبي (الغرفة الأولى للبرلمان)، حيث مقرر استمرارها حتى الساعة 19:00 (18:00 ت.غ)، مع إمكانية التمديد لساعة واحدة، بحسب ما ينص عليه القانون الانتخابي في الجزائر.
التزام تبون باحترام نتائج الانتخابات
تبون أكد في مؤتمر صحفي بمركز انتخابي بالعاصمة عقب إدلائه بصوته، إنه متفائل بنسبة مشاركة معقولة في الانتخابات النيابية، وقال: "لا تعنيني نسبة المشاركة في الانتخابات بقدر ما يهمني أن تكون النتيجة معبرة عن آراء الناخبين".
كما أردف الرئيس الجزائري أن "المقاطعين أحرار في موقفهم"، وأنه سيحترم نتائج الانتخابات في تشكيل الحكومة القادمة.
عن شكل الحكومة قال تبون: "إن الدستور حددها في حالتين، الأولى في حال فوز أغلبية معارضة أو حكومة يعينها الرئيس في حال فوز أحزاب أو مستقلين موالين له"، وزاد: "سنتخذ قرارات تتماشى مع الديمقراطية الحقة في كلتا الحالتين".
من جهته، قال رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان)، صالح قوجيل، السبت، إن الانتخابات النيابية الجارية بالبلاد، تعد تنفيذاً لمطالب الحراك الشعبي.
أضاف قوجيل، في تصريحات صحفية، عقب إدلائه بصوته في العاصمة الجزائر، أن الرئيس عبدالمجيد تبون "أوفى بوعوده بالذهاب نحو انتخاب مؤسسات جديدة".
انتخابات لطي صفحة الاضطرابات
فتحت مراكز الاقتراع بالجزائر أبوابها، السبت، في انتخابات برلمانية تأمل المؤسسة الحاكمة أن تطوي صفحة عامين من الاضطرابات السياسية، لكن من المتوقع أن يتجاهلها كثير من الناخبين.
إذ دعا الرئيس عبدالمجيد تبون إلى المشاركة في عملية التصويت، لكن الانتخابات التي أجريت في الفترة الأخيرة لم تشهد إقبالاً كبيراً مع قناعة كثيرين بأن السلطة الحقيقية تكمن بين أيدي الجيش وقوى الأمن.
في مركز اقتراع داخل مدرسة ابتدائية قرب مكتب رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد بوسط الجزائر العاصمة كان ثلاثة من الشرطة يقفون للحراسة. وقبل دقائق من بدء التصويت كان خمسة ينتظرون في الخارج للإدلاء بأصواتهم.
قال معلم يبلغ من العمر 33 عاماً: "نأمل أن يكون البرلمان القادم قوة تضغط من أجل التغيير الذي تريده الغالبية".
لكن على مقهى قريب قال موظف بريد عمره 42 سنة إن الانتخابات لن تغير شيئاً وإنه لن يشارك فيها. وقال: "برلماننا بلا سلطان".
تأتي الانتخابات وسط اضطرابات سياسية بعدما أدت حركة احتجاجية بلا قائد إلى الإطاحة بالرئيس المخضرم عبدالعزيز بوتفليقة عام 2019 وسقوط العديد من المسؤولين البارزين الآخرين.
بينما تطالب الحركة الاحتجاجية التي تُعرف باسم الحراك بتطهير شامل للنخبة الحاكمة ورفع يد الجيش عن السياسة، وتقول إن أي انتخابات تُجرى قبل تحقيق هذه الأهداف ستكون مجرد مسرحية.