ألمح رئيس الموساد السابق يوسي كوهين إلى أن إسرائيل من تقف خلف حادثة التفجير في منشأة نطنز الإيرانية، وكذلك اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة.
وفي مقابلة إعلامية هي الأولى من نوعها لرئيس جهاز مخابرات متقاعد، زعم كوهين أنه استطاع كذلك خلال خمس سنوات ونصف السنة من فترة رئاسته، تجنيد مئات العملاء في خارج إسرائيل، من ضمنهم عضو رفيع المستوى في حزب الله.
وبحسب خبراء ووسائل إعلام إسرائيلية، فإنه عادة ما لا يتحدث قادة "الموساد" إلى وسائل الإعلام إلا بعد سنوات طويلة من إنهاء خدمتهم، ولكنّ كوهين، الطامح لموقع سياسي، تحدث إلى القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" فقط بعد أسبوع من إنهاء مهامه.
وتسلّم دافيد برنياع الأسبوع الماضي رئاسة "الموساد" من كوهين، الذي أشار إلى أنه لا يستبعد أن يصبح رئيساً للوزراء يوماً ما، رغم أنه لا يفكر للوصول لهذا الموقع، في الوقت الحالي، حسب قوله.
تفجير نظنز
في حديثه للقناة، ألمح كوهين إلى أن "الموساد" الإسرائيلي هو من فجّر منشأة للطرد المركزي الإيرانية تحت الأرض، في مدينة نطنز الإيرانية.
وقال: "كانت أجهزة الطرد المركزي هناك تدور"، وعند سؤاله: "لم تعد كذلك؟"، أجاب كوهين: "بالفعل".
وفيما لم يؤكد كوهين صراحة مسؤولية جهازه عن التفجير في نطنز، لكنه تحدث بشكل عام: "نقول بوضوح شديد لإيران: لن نسمح لكم بالحصول على أسلحة نووية. ما الذي لا تفهمونه؟".
وعندما أشارت المحاوِرة، إيلانا ديان، إلى أن المتفجرات كانت مخفاة داخل السطح الرخامي الذي كانت أجهزة الطرد المركزي توضع عليه، فأجاب كوهين: "هذه ليست مصادفة، نريد أن نكون جزءاً من سلسلة التوريد".
اغتيال محسن زادة
وأكد كوهين كذلك أن العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة كان تحت رقابة "الموساد"، دون تحمّل المسؤولية المباشرة عن اغتياله.
وقال كوهين إن "الموساد كان يراقبه (فخري زادة) منذ سنوات، وكان قريباً منه جسدياً قبل نوفمبر/تشرين الثاني 2020″، وهو الشهر الذي تم فيه اغتياله، في عملية نُسبت إلى "الموساد".
فيما هدّد كوهين باغتيال علماء إيرانيين، يقول إنهم يشكّلون خطراً على إسرائيل، حيث قال: "إذا كان الرجل يُشكّل قدرة تُعرّض مواطني إسرائيل للخطر، فيجب محوه عن الوجود".
وأضاف: "في بعض الحالات، تنقل إسرائيل الرسالة إلى مثل هذا الهدف المحتمل بأنه إذا كان مستعداً لتغيير المهنة، وعدم إلحاق الضرر بنا بعد الآن، فعندئذ نعم"، بمعنى عدم اغتياله.
سرقة الأرشيف النووي
ومن العمليات التي تحمّل كوهين مسؤوليتها الكاملة، بعد أن كشف عنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سرقة محتويات الأرشيف النووي الإيراني في يناير/كانون الثاني عام 2018.
ووفقاً لكوهين: "فالعملاء الذين اقتحموا الأرشيف في طهران وفتحوا 32 خزنة بمواقد لحام في عملية سطو استمرت سبع ساعات ليلاً، تمكنوا بالفعل من نسخ أجزاء من وثائق مكونة من 50 ألف صفحة و163 قرصاً إلكترونياً وإرسالها إلى مقر الموساد في إسرائيل، في الوقت الذي كان فيه الفريق لا يزال هارباً داخل حدود إيران".
يضيف قائلاً: "كانوا فريق عمليات تابعاً للموساد، لكن لم يكن أي منهم إسرائيلياً".
وتعارض إسرائيل المفاوضات التي تشهدها العاصمة النمساوية فيينا لإعادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الاتفاق النووي مع إيران، بعد أن انسحبت منه إدارة دونالد ترامب السابقة عام 2018.