اعتدوا على شاب وجردوه من ملابسه.. الداخلية التونسية تعلن توقيف أفراد شرطة بعد فيديو أثار صدمة

عربي بوست
تم النشر: 2021/06/11 الساعة 14:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/06/11 الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش
تواصلت الاحتجاجات في تونس - الأناضول

أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الجمعة 11 يونيو/حزيران 2021، توقيف أفراد شرطة تورطوا في الاعتداء على شاب وتجريده من ملابسه، خلال احتجاجات شعبية غربي العاصمة تونس، بعد مقتل شاب كان رهن الاعتقال في مخفر للشرطة.

جاء ذلك في بيان لوزارة الداخلية، عقب يومين على تداول مقطع مصور لشاب عشريني يتعرض للاعتداء ويُجرَّد من ملابسه على يد أفراد شرطة؛ وهو ما تسبب في موجة غضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بتونس.

كما أفاد البيان بـ"إيقاف الأعوان المسؤولين (لم يحدد عددهم) عن هذه التجاوزات عن العمل، للتحقيق المباشر في الواقعة من طرف التفقدية العامة للأمن الوطني".

فيما أوضح البيان أن "وزارة الداخلية تُدين هذه التصرفات، وتؤكد أنها تتعارض مع توجهاتها الرامية إلى إحداث التوازن بين الحفاظ على الأمن العام ومبادئ حقوق الإنسان".

جانب من الاحتجاجات التي شهدتها أحياء في العاصمة التونسية/ الأناضول
جانب من الاحتجاجات التي شهدتها أحياء في العاصمة التونسية/ الأناضول

السلطات تواصل التحقيقات

من جانبها، فتحت السلطات التونسية تحقيقات في الحادث الذي أشعل الاحتجاجات، ويخص وفاة شخص بعد هروبه من التوقيف، على يد أجهزة الأمن. 

المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني، أكد في تصريحات إعلامية، أن الشاب تُوفِّي بمستشفى بعدما هرب من التوقيف، نافياً أن يكون التعذيب سبب مفارقته الحياة، كما يدعي المحتجون. 

في مشهد آخر، أظهر مقطع فيديو انتشر بموقع فيسبوك شاباً عارياً ورجُلَي أمن بزيّ مدني يجرَّانه إلى سيارة الشرطة أمام المارَّة ويضربانه، في حادثة وقعت بمنطقة سيدي حسين السيجومي مساء الأربعاء، إثر جنازة الشابّ الذي تُوفِّي بعد توقيفه.  

بينما يقول ناشرو الفيديو إن الشرطي هو من جرَّد الشاب من ملابسه، قال الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للأمن وليد حكيمة، إن "الشاب كان في حالة سُكر مُطْبِق، محدثاً الهرج والتشويش بالطريق العام… وقام بتجريد نفسه كلياً من ملابسه، حيث تمت محاولة السيطرة عليه؛ نظراً إلى الحالة الهستيرية التي كان عليها".  

نبهت "الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية"، في بيان، إلى أن "سحل مواطن" قد يشكّل "خطورة فقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها".

من جانبه دعا البرلمان، في بيان، السلطات إلى توفير الحماية الجسدية والقانونية والرعاية الطبية والنفسية لهذا المواطن، وإلى فتح تحقيق جدّيّ في ملابسات هذه الحادثة "الشنيعة".

كما طالبت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، في بيان، بتحقيق يكون "ناجعاً، لاسيما أن الفيديو المتداوَل يكشف بوضوح عن هوية مرتكبي الجرم". 

تجدد الاحتجاجات في أحياء تونس

بينما تجددت في بعض الأحياء غربي العاصمة تونس، ليلة الخميس 10 يونيو/حزيران، احتجاجات عنيفة بين شبان وقوات الأمن وذلك لليوم الثالث على التوالي؛ على خلفية وفاة شاب بعد توقيفه، فيما أعلنت السلطات فتح تحقيق في الحادث. 

بحسب مراسل الأناضول، فقد تجددت الاحتجاجات في حي سيدي حسين، غربي العاصمة تونس، حيث تجدّدت عمليات الكرّ والفرّ بين شباب الأحياء القريبة والأمن، مع استعمالٍ مكثَّفٍ للغاز المسيل للدموع من قِبل الوحدات الأمنية التي طوقت الشارع الرئيسي، لتفريق المحتجين.

إذ شهد الحي المتاخم للعاصمة (4 كم غرباً)، أحداثاً مماثلة في الليلتين السابقتين بعد وفاة شاب عشريني، الثلاثاء، ثم بعد دفنه الأربعاء، وسط حضور أمني كثيف.

فيما أشار شهود عيان إلى أن مقطع فيديو آخر نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر شاباً تم توقيفه ثم تجريده من ملابسه خلال احتجاجات مساء الأربعاء، قد أدى إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات.​​​​​​​ 

تحميل المزيد