قالت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 10 يونيو/حزيران 2021، إنَّ محتالاً تظاهر بأنه طبيب فرنسي سرق ممتلكات تقدر بأكثر من 600 ألف يورو من زوجة سابقة للأمير السعودي الملياردير الوليد بن طلال.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن الادعاء الفرنسي فإن المحتال، البالغ من العمر (60 عاماً)، ويُدعَى جان ميشيل الأول، قد سرق حقائب وفراء وممتلكات قيمة أخرى من شقة نائلة الرشيد (47 عاماً) في باريس، بعد أن شكَّل صداقة معها متظاهراً بأنه طبيب في مستشفى أفينيون.
وانتقلت نائلة الرشيد، وهي كويتية الجنسية، إلى باريس في عام 2013 بعد انتهاء زواج يُفترَض أنه سري ودام لمدة 12 عاماً من الأمير الوليد بن طلال (66 عاماً). وهو أحد أغنى رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية، وابن عم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
واكتشفت الشرطة أنَّ جان ميشيل الأول أقنع نائلة بقضاء فترة علاج صحي في منتجع La Grande-Motte على ساحل المتوسط الصيف الماضي. وفي غيابها، تدور الشكوك حول زيارته السريعة إلى شقة نائلة في شارع جورج الخامس الفخم، وأخذ نحو 30 من حقائب هيرميس، ومجوهرات، وفراء، وسترات، وساعة كارتييه، وفقاً لصحيفة Le Parisien.
ونقلت الصحيفة عن نائلة قولها للمحققين: "أخبرني جان ميشيل بأنَّ هواء البحر سيفيدني كثيراً".
اعتراف ومفاجأة
ولم ينكر المحتال المزعوم أخذ 11 حقيبة من حقائب هيرميس ونحو 20 من سترات نفس العلامة التجارية، وكذلك الفراء، ولكنه أصر على أنه كان يبيعها على موقع eBay بموافقتها لجمع الأموال لها.
لكن الأمور ازدادت تعقيداً عند اكتشاف أنَّ 9 من أصل 11 حقيبة من حقائب هيرميس مزيفة.
فقد قال ألكسندر لازارج، محامي المُشتبَه به، إنَّ هذا يجب أن يبرئ موكله، وأضاف: "على أقل تقدير، يثير هذا تساؤلات حول أصل الثروة الحقيقية أو المزعومة لزوجة الأمير السابقة".
استهداف مستمر
هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها شخص من طبقة الأمراء السعوديين أو المحيط الخاص بهم لعمليات سرقة أو احتيال في أوروبا.
ففي 4 مايو/أيار 2021، انطلقت محاكمة سبعة أشخاص في باريس على خلفية هجوم استهدف موكب أمير سعودي سرقوا خلاله مبالغ نقدية ومجوهرات ووثائق دبلوماسية، ويُتابَع المتهمون في جريمة السطو المسلح، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تعود الحادثة إلى مساء 17 آب/أغسطس 2014، حين غادر الأمير عبدالعزيز بن فهد، النجل الأصغر للملك الراحل فهد، جناحه في فندق "جورج الخامس" المملوك لأمير آخر هو الوليد بن طلال، متوجّهاً إلى مطار لو بورجيه شمال باريس، عندما هاجم ثمانية مسلحين، كانوا على متن سيارتين من نوع "بي إم دبليو إكس 5″، الموكب الأميري.
حينها خطف مسلّحون يرتدون أقنعة السيارة المرسيدس إذ أخرجوا ركّابها وقادوها بعيداً. لم يتم إطلاق أي أعيرة نارية ولم يتعرّض أحد إلى الأذى. وكان الأمير نفسه على متن الطائرة عندما وقعت العملية متوجّهاً إلى إيبيزا في إسبانيا، وفق ما ذكرت صحيفة "لو باريزيان".
شملت العملية سرقة 250 ألف يورو (ما يعادل 300 ألف دولار بحسب سعر الصرف الحالي)، إضافة إلى مبلغ نقدي آخر بالدولار قُدّر أيضاً بـ300 ألف دولار، وساعات فخمة ووثائق دبلوماسية سعودية.
فيما اشتبه محققون بأن المهاجمين حصلوا على مساعدة من الداخل؛ إذ بدوا كأنهم كانوا على علم تماماً بالسيارة المستهدفة في العملية.