خلّف حادث الدهس المتعمَّد الذي أودى بحياة 4 أفراد من عائلة مسلمة، الإثنين 7 يونيو/حزيران 2021، ردودَ أفعال غاضبة داخل كندا وخارجها، وعبَّر مجموعة من السياسيين والنشطاء عن إدانتهم للحادث المتعمد.
حسب الشرطة في كندا، أدى حادث الدهس إلى مقتل امرأة (74 عاماً) ورجل (46 عاماً) وامرأة (44 عاماً) وفتاة (15 عاماً)، بينما نجا فرد واحد من العائلة هو صبي (9 سنوات)، أُصيب بجروح خطيرة.
تضامُن مع المسلمين في كندا
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران، تضامنه مع المسلمين القاطنين في بلاده، إثر عملية الدهس المتعمدة التي أودت بحياة 4 أفراد من عائلة مسلمة وإصابة طفل.
كما أعرب ترودو في تغريدة على تويتر عن دهشته لدى سماع نبأ عملية الدهس، مضيفاً: "نحن هنا من أجل أحباء أولئك الذين أرهبتهم جريمة الكراهية هذه، نحن هنا من أجل ذلك الصبي الذي أصيب خلال هذه العملية المروعة".
ترودو خاطب المسلمين في كندا قائلاً: "قلوبنا معكم وستكونون في عقولنا، الجالية المسلمة في لندن والمسلمون في جميع أنحاء البلاد يعرفون أننا معهم، فلا مكان للإسلاموفوبيا في مجتمعنا".
من جهته، قال عمدة لندن إيد هولدر، في مؤتمر صحفي: "هذا من أعمال القتل الجماعي، والكراهية التي لا توصف، والإسلاموفوبيا، ارتُكب ضد المسلمين، ضد سكان لندن"، وقال إن الكلمات "لا تكفي. يجب أن نُظهر هذه الكلمات ونتصرف بناء عليها".
قال هولدر إن في لندن، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة، جالية مسلمة كبيرة، واللغة العربية هي ثاني أكثر اللغات استخداماً في المدينة.
فيما طالب "المجلس الوطني لمسلمي كندا" باتخاذ إجراء بشأن "هجوم إرهابي على الأراضي الكندية"، واصفاً تلك الحادثة بأنها "هجوم مروع".
كما تضامن كنديون من مختلف الأعراق والاتجاهات مع الجالية المسلمة إثر حادثة الاعتداء على أسرة مسلمة في مدينة لندن بمقاطعة أونتاريو، مساء الأحد، فيما تكشفت معلومات جديدة حول القضية.
تبرعات لدعم أسر الضحايا
بينما استمر تدفق المعزين في كندا من أعراق وديانات مختلفة حتى وقت متأخر من مساء الإثنين، إلى موقع التقاطع المروي، حيث صدم المتهم بسيارته أفراد الأسرة المسلمة فقتل أربعة منهم وأصاب خامساً بجروح خطيرة.
فيما وضع المعزون باقات الزهور، فيما أدى البعض الصلاة من أجل الضحايا، ورُفعت لافتات تطالب بضرورة "توقف الكراهية والعنصرية".
تمكّنت حملة أُنشئت على موقع جمع التبرعات الشهير GoFundMe لدعم أسرة الضحايا من جمع ما يقرب من 120 ألف دولار كندي (99 ألف دولار) في ساعة واحدة.
كما دعا مدافعون عن الجاليات المسلمة في لندن إلى اتخاذ إجراءات ضد "العنصرية والإسلاموفوبيا".
منير القاسم، إمام المركز الإسلامي بجنوب غرب أونتاريو، قال لهيئة البث الكندية: "لا نريد أن ينفر الناس ويعيشوا في خوف". وأضاف "علينا أن نتعامل مع الكراهية على الصعيد التربوي والسياسي والاجتماعي".
توجيه تهمة "الإرهاب" للمتهم
قال مدير المباحث في قسم شرطة لندن، بول وايت، إن "هناك أدلة على أن هذا كان عملاً مدبراً مع سبق الإصرار وبدافع الكراهية… نعتقد أن الضحايا استُهدفوا بسبب دينهم الإسلامي".
أضاف أن الشرطة في لندن تتشاور مع شرطة الخيالة الكندية الملكية والمدعين العامين، بشأن احتمالية توجيه اتهامات بالإرهاب.
كما وُجهت إلى المتهم المقيم في لندن الكندية، الذي تم اعتقاله بعد الحادث، أربع تهم بالقتل من الدرجة الأولى، وتهمة واحدة بمحاولة القتل. ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة، الخميس، بعد أن حُبس احتياطياً يوم الإثنين.
قالت الشرطة في كندا إن المشتبه به ليس لديه سجل جنائي، ولا يُعرف عنه أنه عضو في جماعة كراهية، أو وجود متواطئين معه، مشيرة إلى أنه ألقي القبض عليه في موقف للسيارات بمركز تجاري بينما كان يرتدي سترة واقية من الرصاص.