قالت صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 8 يونيو/حزيران 2021، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تخطط لنقل شحنةً تصل إلى 100 طن (أي ما يُعادل حمولة طائرة الشحن الكبيرة C-17)، إلى أي مكان حول العالم في غضون ساعة، وذلك عبر صاروخ مُصمّم لهذا الغرض، يُطلق عليه اسم "صاروخ الشحن".
فحسب الخطة، سينطلق الصاروخ في مسارٍ يأخذه إلى حافة الغلاف الجوي للأرض قبل أن ينزل إلى نقطة هبوطه المخطط لها، كما يستطيع الصاروخ أيضاً نقل الأشخاص إلى الوجهات النائية، لكن الفكرة الأولية هي خلق وسيلة توصيل فائقة السرعة لإمداد فرق العمليات الخاصة التي تخدم في بيئات "متقشفة".
إيصال الأسلحة والذخيرة
فيما ستتضمن مقترحات ميزانية القوات الجوية الأمريكية العام المقبل نحو 48 مليون دولار مُخصصة لبرنامج صواريخ الشحن من أجل السماح بتوصيل الأسلحة، والذخيرة، وغيرها من الاحتياجات الأساسية للقوات أينما كانت على ظهر الأرض في أقل وقتٍ ممكن، والصواريخ مصممةٌ بحيث تستطيع القوات الجوية إعادة استخدامها.
من المتوقع بدء اختبار نظامين تجاريين من تلك العملية الأمريكية خلال العام المقبل.
هذا البرنامج العسكري التجريبي ستتولى مسؤوليته قوة الفضاء الأمريكية، حيث سيتولى البرنامج إدارة البحوث وتقديم المساعدات اللازمة من أجل تطوير قدراته، مثل إنزال الصاروخ فوق مواد وأسطح غير تقليدية، وفقاً لما أعلنه "البنتاغون".
يشار إلى أن شركة -SpaceX الخاصة بالملياردير الأمريكي إيلون ماسك، وExploration Architecture Corporation الخاصة برجل الأعمال سام شيمنز، تشاركان في تطوير المشروع.
وفق صحيفة The Times البريطانية، ينبع الحماس تجاه نقل الشحنات بالصواريخ إلى أي مكان في غضون 60 دقيقة من الحاجة الملحة والضرورات الاستراتيجية، وليس القيمة المالية، ما يعني أن استخدام تلك الصواريخ في التطبيقات غير العسكرية سيكون مستبعداً، رغم الإمكانات الواضحة لاستخدامها للمساعدة في الأزمات الإنسانية.
تقليل التكلفة
يذكر أن رحلة طائرة C-17 واحدة بحمولةٍ كاملة لمدة 18 ساعة تُكلّف نحو 540 ألف دولار أمريكي، بحسب تقديرات موقع The War Zone الخاص بالجيش الأمريكي. وبالمقارنة، فإنّ صاروخ Falcon 9 من شركة SpaceX يُكلّف 28 مليون دولار، رغم توقعات ماسك بأن تكلفة الإطلاق مستقبلاً لن تتجاوز المليوني دولار.
من جهته، قال قائد قيادة العتاد في القوات الجوية الأمريكية، الجنرال أرنولد بانش جونيور، إن عمليات النقل اللوجيستي السريعة ستدعم قدرة القوات، لأن تطبيقاته الأولية تتمثل في استعادة القدرة العملياتية بسرعة للقوات المتقدمة في بيئات قاسية، فضلاً عن تقليل الوقت المطلوب بشكل كبير لتقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة توصيل الإمدادات بالصواريخ طُرِحَت منذ الستينيات، لكن الافتقار إلى التكنولوجيا اللازمة لهبوط الصواريخ بنجاح جعلتها فكرةً مستحيلة.
في حين جاء ابتكار صواريخ قادرة على الهبوط بشكلٍ ذاتي قبل بضع سنوات ليُعيد الحياة إلى فكرة نقل الإمدادات بالصواريخ.
إلا أن التحديات الرئيسية الآن تشمل البحث عن حلول لكيفية تفريغ حمولة الصاروخ وسط الظروف العدائية. إلى جانب التساؤلات حول مدى قرب موقع هبوط الصاروخ من المنشآت والبشر، ونوعية الأراضي التي تُعتبر مناطق هبوطٍ مناسبة، وهناك بعض الأفكار التي اقترحت إسقاط الحمولة بمظلة دون أن يهبط الصاروخ على الأرض.