عبَّر مواطنون فلسطينيون في إسرائيل من قرية دهمش -الواقعة بين مدينتي اللد والرملة بالداخل الفلسطيني- عن غضبهم من استغلال مسؤولٍ إسرائيلي مقتل شابة من السكَّان خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ضد الفلسطينيين في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلَّة، وذلك طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 5 يونيو/حزيران 2021.
كانت الشابة نادين عوض (16 عاماً)، ووالدها خليل عوض (56 عاماً)، قد قُتِلا في 11 مايو/أيَّار الماضي، بقرية دهمش، من جرَّاء صاروخ أُطلِقَ من قطاع غزة المُحاصَر.
في هذا الإطار، نشر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة والممثِّل الدائم لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، تغريدةً على موقع "تويتر"، في 16 مايو/أيَّار الماضي، تتضمَّن صورةً لنفسه وهو يحمل صورةً لوجه نادين منتقداً الأمم المتحدة، بسبب تحيُّزها المزعوم ضد إسرائيل.
استغلال إسرائيلي مُهين
رداً على ذلك، وجَّه رئيس اللجنة الشعبية لقرية دهمش، عرفات إسماعيل، رسالةً مفتوحةً إلى إردان، السبت، انتقاداً لتغريدته "المهينة".
حيث كتب إسماعيل: "لقد استخدمتَ صورةً لنادين لمصلحتك الخاصة، دون أن تذكر الطريقة التي تعاملتَ بها أنت وحكومة إسرائيل مع دهمش على مرِّ السنين"، لافتاً إلى أن دهمش غير مُعترَف بها من قِبَلِ الحكومة الإسرائيلية، مثل عشرات القرى الأخرى ذات الأغلبية الفلسطينية في إسرائيل.
يشار إلى أن القرى غير المُعترَف بها، مثل دهمش التي تقع على بُعدِ 15 كيلومتراً جنوبي تل أبيب، تعاني نقصاً في الحصول على الخدمات الأساسية والبنية التحتية، فضلاً عن هدم المنازل بشكلٍ متكرِّرٍ، عكس الخدمات المُقدَّمة للبلديات ذات الأغلبية اليهودية في إسرائيل. وندَّدَت جماعاتٌ حقوقية بهذا الفرق باعتباره "تمييزياً".
في حين هناك ما يُقدَّر بمليون ملجأ عام وخاص من القنابل في جميع أنحاء إسرائيل.
قرى بلا مأوى عام
فيما أشار سكان دهمش إلى أن قريتهم، مثل العديد من القرى الأخرى التي يسكنها فلسطينيون في إسرائيل، ليس لديها أي مأوى عام.
إسماعيل لفت إلى أنه لو تعاملت إسرائيل مع سكَّان دهمش كمواطنين متساوين، وأقامت على الأقل ملاجئ لحمايتهم في وقت الحرب، لكان من الممكن منع مقتل خليل ونادين.
كما طالب إردان بالاعتذار لأسرة خليل ونادين، ولقرية دهمش بشكلٍ عام، عن هذه التغريدة "المهينة" في أسرع وقتٍ ممكن. وتابع قائلاً: "في الوقت نفسه نطلب منكم مناقشة قضية دهمش بصراحةٍ، والعمل على الاعتراف بالقرية ومنحها جميع الحقوق والخدمات التي يستحقها أهلها".
يشار إلى أن الفلسطينيين في إسرائيل يشكِّلون نحو 20% من السكان، ويستنكرون منذ فترةٍ طويلة، وضعهم كـ"مواطنين من الدرجة الثانية"، ويواجهون تمييزاً قانونياً ومؤسَّسياً واجتماعياً مقارنةً بنظرائهم اليهود الإسرائيليين.
بينما أعلن، في الآونة الأخيرة، قانون الدولة القومية لعام 2018، رسمياً، أن إسرائيل، على حدِّ تعبير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، هي "الدولة القومية للشعب اليهودي فقط".
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.