حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت 5 يونيو/حزيران 2021، إسرائيل من مرور "مسيرة الأعلام" عبر باب العامود، أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، كما اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" تلك المسيرة "عملاً عدوانياً".
حيث قال محمد حمادة، الناطق باسم حركة حماس في القدس، في بيان: "نحذر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس"، لافتاً إلى أن "خطوة الاحتلال هذه تأتي لهدف ترميم صورته التي تمرغت بالتراب".
حمادة حذّر الاحتلال أيضاً من استخدام القدس وسيلة للهروب من أزماته الداخلية وفشله في حل مشكلاته السياسية، داعياً أهالي مدينة القدس والفلسطينيين إلى "أن يهبوا نحو المسجد الأقصى، الخميس المقبل، والمرابطة فيه وحوله لحمايته من الصهاينة ومخططاتهم".
"أعمال عدوانية"
من جهته، قال داود شهاب، الناطق باسم حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، إن "المتطرفين اليهود يواصلون عدوانهم وإرهابهم الذي تحميه وتدعمه حكومة الاحتلال"، مضيفاً: "نحن نتعامل مع هذه الدعوات كأعمال عدوانية على أبناء شعبنا وأرضنا".
فيما دعا الفلسطينيين "إلى شدّ الرحال للرباط في ساحات المسجد الأقصى ومواجهة أي محاولة لاقتحامه من قِبل المستوطنين اليهود"، مشدّداً على أن "حماية القدس والمسجد الأقصى مسؤولية كل فلسطيني وعربي ومسلم".
كما طالب المتحدث ذاته الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بـ"تحمل مسؤولياتها" تجاه ما يجري في مدينة القدس المحتلة.
يشار إلى أن منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة كانت قد دعت إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية"، تعتزم تنظيمها بالقدس الشرقية، الخميس المقبل.
يُطلق على هذه المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى".
كان من المقرر تنظيم المسيرة، التي يُرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، الشهر الماضي، تزامناً مع الذكرى السنوية (بموجب التقويم العبري) لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية وغيرها من المدن.
في حين أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، إلى أن منظمات يمينية، دعت إلى تنظيم المسيرة الخميس المقبل.
وقف إطلاق النار
كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار 2021، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.
إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.
هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 289 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.