قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الخميس 3 يونيو/حزيران 2021، إنها لم تكن تعتقد أنها "بالقوة الكافية" لخوض عالم السياسة، الذي أكدت أنه يحتاج لمن وصفتهم بـ"سميكي الجلد"، لافتة إلى أن هناك طريقة تفكير تفترض أن الساسة "يحتاجون إلى أن يكونوا متبلّدي الإحساس حقاً وألا يُظهِروا بوضوح، تعاطفاً أو شفقة".
إذ ذكرت أرديرن، خلال مشاركتها في بودكاست The Axe Files على شبكة CNN الأمريكية: "ربما كان العائق الأكبر بالنسبة لي هو حقيقة أنني لم أكن أعتقد أن السمات التي أحملها وأقدّرها أكثر من غيرها هي تلك التي يمكن قبولها بسهولة في الحياة السياسية"، مضيفة: "كما تعلم، لقد تحدثت قليلاً عن الشعور بأنني لم أكن خشنة بما يكفي لبيئة السياسة".
في حين أشارت جاسيندا (40 سنة)، إلى أنها السيدة التاسعة والتسعون التي تخوض عالم السياسة في نيوزيلندا، وتصاعدت الأرقام منذ ذلك الحين "بسرعة"، وهو الأمر الذي تصفه بالرائع، لافتة إلى أنها استغرقت وقتاً طويلاً كي تقرر أن السياسة هي المكان المناسب لفعل شيء حيال ذلك.
تجربة عالم السياسة
جاسيندا أضافت: "لكن لم يمضِ وقت طويل على كون دخول السيدات إلى عالم السياسة تجربة منفردة للغاية"، مؤكدةً أنه رغم أنها لا تواجه "التعليق المستمر على الملابس أو التمييز الجنسي الصارخ" الذي ربما عانته السياسيات السابقات، فإنه لا ينبغي للنساء من جيلها "التقليل من أهمية" تجاربهن الخاصة.
كما تابعت: "نحن سعداء بدرجة لا تُصدَّق لرؤية أن القضايا ذات الأهمية العالمية، مثل تغير المناخ، كانت من بين الخطوات الأولى التي اتخذتها إدارة بايدن"، كاشفةً أن طفولتها التي عاشتها في بلدة صغيرة تسمى موروبارا، حيث وقع كثير من الناس في الفقر بعد فقدان الوظائف، جعلتها تتساءل لماذا يعيش بعض الناس بشكل مريح، عكس آخرين.
كذلك، عبّرت عن تفاؤلها الحذر بشأن العلاقات الدولية بعدما أصبح جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، لأن تغيير القيادة في الولايات المتحدة من وجهة نظرها شيء لا يمكن إنكاره، وقد أحدث تغييراً في كثير من الأوضاع.
جاسيندا تحوز إعجاب الناس
يشار إلى أن جاسيندا قادت حزب العمال اليساري الوسطي النيوزيلندي منذ عام 2017، بعد فترةٍ فشل فيها عددٌ كبير من القادة الذكور في منتصف العمر -أربعة في أقل من عقد- في إثارة الحماس لدى الناخبين.
بعث ترشيحها بالنشاط في نفوس الناخبين، وانتهى بها الأمر رئيسةً للوزراء بعد انتخابات سبتمبر/أيلول 2017، في ائتلاف مع حزب "نيوزيلندا أولاً" المحافظ وحزب "الخُضر" الليبرالي. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، فازت جاسيندا بفترة ولاية ثانية، وهذه المرة بفوز ساحق سمح لحزب العمال بالحكم بمفرده.
ولطالما أثارت رئيسة وزراء نيوزيلندا إعجاب الناس ليس في نيوزيلندا فقط، بل في العالم أجمع بقوّتها في التعامل مع العديد من الأزمات الكارثية.
حيث أظهرت جاسيندا تعاطفها مع أهالي الضحايا المسلمين بارتدائها حجاباً أسود، وتكفلت بتكاليف الجنازات، حينما شنّ المواطن الأسترالي برينتون تارانت هجوماً، في 15 مارس/آذار من عام 2019، على مسجدين في كرايستشرش، مودياً بحياة 51 رجلاً وامرأة وطفلاً أثناء تأديتهم الصلاة.
أيضاً ألقت خطاباً عاطفياً مؤثراً في نعي ضحايا بركان وايت آيلاند عام 2019، قائلةً إن "ضحايا الحادث البالغ عددهم 22 شخصاً، سيظلون في وجدان نيوزيلندا إلى الأبد".
رغم أن نيوزيلندا دولة لا يزيد عدد سكانها على خمسة ملايين نسمة، فإن جاسيندا جذبت عناوين الصحف العالمية؛ لكونها رئيسة وزراء شابة استثنائية، خاصة في ظل أدائها المتميز في قضايا مختلفة، منها العمل السريع والفعال ضد "كوفيد-19".
فقد سنَّت جاسيندا ما سمته "استراتيجية صغيرة لإنهاء كوفيد-19، والتي مكَّنتنا من القضاء عليه"، بدلاً من محاولة تسطيح منحنى العدوى كما حاولت العديد من الدول الأخرى.
يُذكر أن نيوزيلندا قد شهدت خلال فترة الجائحة أكثر بقليل، من 2000 إصابة، و26 حالة وفاة.
تجدر الإشارة إلى أن زفاف قادة الدول وهم في السلطة أمر نادر على مستوى العالم. وجاسيندا ثاني زعيمة منتخبة بالعالم تلد وهي في المنصب، بعد رئيسة وزراء باكستان الراحلة، بينظير بوتو، عام 1990.