دعت منظمات يمينية إسرائيلية متطرفة الجمعة 4 يونيو/حزيران 2021، إلى المشاركة في مسيرة "استفزازية"، تعتزم تنظيمها الخميس المقبل، في مدينة القدس ستضم منطقة باب العامود وأحياء البلدة القديمة.
بحسب الدعوات الاستيطانية فإن هذه المسيرة تأتي بديلاً "لمسيرة الأعلام"، التي كان من المقرر تنظيمها في مايو/أيار، وتم إلغاؤها على وقع التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس، والصواريخ التي أطلقتها المقاومة على المدينة في أول يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة.
المسيرة التي يرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، تنظم بشكل سنوي تزامناً مع ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967؛ ويُطلق عليها اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه الإسرائيليون اسم "حائط المبكى"، ويتخذونه مكاناً للعبادة.
من جانبها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية، الجمعة، نقلاً عن منظمي المسيرة: "سنطالب بتوحيد القدس إلى الأبد، وسنعود للسير في شوارع القدس مرفوعة رؤوسنا بالأعلام الإسرائيلية وسنغني ونرقص على أرض صهيون والقدس".
ونقلت عن ماتان بيليج، رئيس المنظمات الداعية للمسيرة: "مسيرة الأعلام هي انتصار القدس الصهيونية الحرة والمفتوحة على تنظيمات محور الشر والظُلمة، وندعو الشعب كله ليأتي يوم الخميس المقبل ويحتفل معنا بوحدة القدس ودولة إسرائيل".
وعادة ما يهتف المشاركون بالمسيرة بهتافات ضد الفلسطينيين والعرب وأبرزها "الموت للعرب".
احتمال تصعيد
تأتي هذه الدعوات الاستيطانية في الوقت الذي كشفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن اعتقادها من احتمال التصعيد في قطاع غزّة أكبر من احتمال التوصل إلى تهدئة وصفقة تبادل أسرى.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "معاريف" عبر مراسلها العسكري، طال ليف رام، الجمعة.
حيث قلّلت مصادر أمنية إسرائيلية للصحيفة من التقارير التي أشارت إلى تقدّم في صفقة تبادل الأسرى بوساطة مصريّة، خلال الأسبوعين الأخيرين.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها: "توجد تصريحات، وتسريبات مُوجّهة ووفود مختلفة، لكن الصحيح أنّه لا يوجد تقدّم في هذه المرحلة. الفجوات لا تزال كبيرة، واحتمالات التقدّم منخفضة جداً".
وزعم ليف رام أنه "ليس مستبعداً أن تتطوّر جولات قتالية أخرى في الفترة القريبة المقبلة". وتابع: "في هذه اللحظة، تعتقد الأجهزة الأمنية أن هذا الخيار هو الأكثر احتمالاً".
جولة التصعيد الأخيرة
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
تصاعد التوتر ليشمل عدواناً على قطاع غزة استمر 11 يوماً بعد صواريخ أطلقتها المقاومة نصرة للقدس، أدت إلى استشهاد أكثر من 260 شهيداً بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، استخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.
على الجانب الآخر، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، بحسب قناة "كان" الرسمية.
كما أدى إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة إلى إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ووقف حركة القطارات بين مدن وسط وجنوب البلاد، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.