قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الثلاثاء 1 يونيو/حزيران 2021، إن بلادها تضررت ضرراً بالغاً من الملء الأول لسد النهضة الإثيوبي، فيما أكد مسؤول مصري سابق أن الصدام مع أديس أبابا آتٍ لا محالة إذا استمرت في اتخاذ قرارات أحادية.
حيث ذكرت المهدي، خلال لقاء مع رئيس النيجر محمد بازوم، في آخر محطات جولتها لدول غرب إفريقيا لشرح موقف السودان حول سد النهضة، أن الملء الأول للسد أحدث شرخاً في جدار الثقة، الأمر الذي يتطلب الوصول لاتفاق تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، مع وجود الشركاء الدوليين كضامنين للاتفاق، بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية.
فيما قدمت المهدي شرحاً مفصلاً لرئيس النيجر عن قضية سد النهضة والتطورات الأخيرة وإصرار إثيوبيا على الملء الثاني دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل.
مطالب "معقولة"
في السياق ذاته، أبدى رئيس النيجر تفهمه لموقف السودان في ملف سد النهضة، معرباً عن دعمه المطلب السوداني الذي وصفه بـ"المعقول"، داعياً لمواصلة الحوار حتى الوصول لاتفاق، بحسب البيان السوداني.
كما قدمت المهدي، في لقاء منفصل، لرئيس الوزراء بالنيجر أحمودو محمدو، شرحاً لموقف بلادها من قضايا سد النهضة والحدود مع الجارة إثيوبيا والوضع في وسط وغرب إفريقيا، لافتة إلى أن اللقاء بحث التطورات في المنطقة، وسبل تعزيز التعاون المشترك، إضافة إلى استعراض العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.
كانت الوزيرة السودانية قد بدأت، الخميس 27 مايو/أيار 2021، جولة إفريقية تشمل نيجيريا وغانا والسنغال والنيجر، للتباحث بشأن تطورات ملف سد "النهضة".
"الصدام آتٍ لا محالة"
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، إن الصدام مع إثيوبيا آتٍ لا محالة حال استمرار سياساتها الراهنة، وخاصة الإصرار على اتخاذ قرارات أحادية، مشدّداً على أن "المرحلة الحالية مرحلة فارقة، إما نتحول تجاه مفاوضات جادة حتى الوصول إلى اتفاق، وإما نجد أنفسنا أمام طريق مسدود.. إما السياسة أو المواجهة لا خيار ثالث".
فهمي استنكر، في تصريحات لقناة "صدى البلد" (خاصة)، تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التي قالها بشأن إنشاء أكثر من 100 سد إضافي على نهر النيل، واصفاً تلك التصريحات بأنها "بالغة الخطورة".
في حين قال المسؤول المصري السابق: "الصدام جاي جاي.. والسؤال يدور حول طبيعته، هل هو صدام حاد أم من نوع آخر إذا استمرت إثيوبيا في اتخاذ قرارات أحادية؟"، مضيفاً: "التحرك الرئاسي المصري يحمل رسائل عدة لإفريقيا والمجتمع الدولي بأن القضية محورية وهامة".
فشل مفاوضات سد النهضة
تأتي تلك التطورات في أعقاب الفشل المستمر لمفاوضات "سد النهضة" منذ فترة طويلة.
فقد خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عشرات الجولات التفاوضية، خلال السنوات العشر الماضية، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط مخاوف لدى مصر والسودان من خفض حصصهما المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.
كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد صرّح في 30 مارس/آذار الماضي، بأن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل"، وذلك في أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.
فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
في حين تصر إثيوبيا على ملء ثانٍ لـ"سد النهضة"، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، وهو الرافد الرئيس لنهر النيل، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
بينما أعلن كبير مفاوضي السودان بملف السد، مصطفى حسين الزبير، خلال مؤتمر صحفي، 25 مايو/أيار الماضي، أن إثيوبيا بدأت بالفعل الملء الثاني للسد.