دافع وزير الشؤون الإسلامية في السعودية عبداللّطيف آل الشيخ، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، عن القرار الذي أصدره مؤخّراً وقضى بقصر استعمال مكبّرات الصوت الخارجية في المساجد على رفع الأذان والإقامة فقط، وعدم تجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة ثُلث درجة الجهاز.
كان قرار آل الشيخ قد أثار انقساماً في المملكة السعودية المحافظة، ولا سيّما على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيّدين قالوا إنّه يحدّ من الضوضاء والتشويش اللذين ينجمان عن تداخل أصوات الأئمة في بلد يضم عشرات آلاف المساجد والجوامع ومعارضين استغربوا كيف يُمكن الشكوى في بلد الحرمين الشريفين من أصوات الخطباء والمقرئين والمصلّين.
لكنّ آل الشيخ تحدث عن ضرر تُحدثه الضوضاء على المرضى وكبار السنّ والأطفال في البيوت المجاورة للمساجد، إضافة إلى تداخل أصوات الأئمة، وما يترتّب على ذلك من تشويش على المصلّين سواء أكانوا في المساجد أم في البيوت، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
الوزير قال في تصريح للتلفزيون الرسمي إنّ "مكبّرات الصوت من الأشياء الحديثة والمستجدّة وهي ليست من قرون، فهذه أشياء سبق أن حرّمت في السابق وحرّمها وأنكرها كثير من الناس في حينه".
أضاف آل الشيخ أنّ "الوزارة لم تمنع واجباً أو مستحَبّاً وأيضاً لم تفرض محرَّماً أو مكروهاً. هذه أجهزة فيها خير وهو إيصال الأذان لدخول الوقت إلى الناس، والإقامة أضيفت إلى الأذان بالرغم من أنّ الإقامة ينبغي أن تكون لمن هم داخل المسجد وليسوا في خارجه".
كذلك شدّد آل الشيخ على أنّ "من لديه الرغبة في الصلاة، لا ينتظر إلى أن يدخل الإمام ويُكبّر ويُسمَع صوته، المفروض أن يسبق إلى المسجد. أما من كان يقصد محبةً سماع القرآن، فالحمد لله ربّ العالمين عندك قناة تلفزيونية تنقل من بيت الله الحرام مباشرة صوت المقرئين على مدار الساعة، وهناك قناة تلفزيونية أخرى تنقل السنّة النبوية على مدار الساعة من مسجد رسول الله" في المدينة المنوّرة.
رأى آل الشيخ أيضاً أن قرار "الاكتفاء بالأذان والإقامة هو لسبب مهمّ جداً وهو أنّ كثيراً من المجاورين (للمساجد) تأتينا منهم شكاوى كثيرة يطالبوننا فيها بإيقاف نقل غير الأذان والإقامة من المسجد لأنّ بينهم من هم عجزة، أو من هو ليس مهيّأً، أو أطفالًا نائمين أو غير ذلك، فلا ضرر ولا ضرار".
وذكّر آل الشيخ في هذا الصدد بفتاوى سابقة صدرت بهذا الشأن، وإحداها تتعلّق بمكبّرات الصوت حتّى داخل المسجد، ومفادها أنّه "إذا كان الإمام صيّتاً فلا داعي لأن توضع داخل المسجد، فما بالك بإزعاج الناس خارج المسجد؟".
يأتي قرار قصر المكبّرات على نقل الأذان والإقامة، في أعقاب إطلاق وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السنوات الأخيرة إصلاحات كبيرة في المملكة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيّارات، وإعادة فتح دور السينما والسماح بإقامة حفلات غنائية ووضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء في مجتمع محافظ إلى حدّ كبير.
كما شهدت المملكة كذلك وضع حدّ لدور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت بمثابة شرطة دينية في البلاد، وبات انتشار عناصرها محدوداً بل حتّى معدوماً، ما سمح لبعض النساء بالسير دون عباءة أو غطاء للرأس، وخصوصاً منهنّ الأجنبيات.