وافقت منظمة الصحة العالمية، التي تبذل جهوداً مضنية لتنسيق جهود التصدي لجائحة فيروس كورونا، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، على دراسة توصيات بتطبيق إصلاحات طموحة أعدها خبراء مستقلون لتعزيز قدرات كل من المنظمة التابعة للأمم المتحدة والدول لاحتواء المسببات الجديدة للأمراض.
حسب تلك التوصيات، تواجه المنظمة العالمية تغييراً واسعاً محتملاً بهدف منع أي جوائح مستقبلية، وذلك في أعقاب استجابة العالم البطيئة لجائحة كوفيد-19، وفي ظل الانتقادات المستمرة لأسلوب التصدي العالمي لهذه الأزمة.
كما أنه بموجب القرار الذي قدمه الاتحاد الأوروبي، والذي تم تبنيه بالإجماع من كل وزراء الصحة، سوف تتصدر الدول الأعضاء الإصلاحات خلال عملية تستغرق عاماً.
حيث تبنت الجلسة العامة للدول الأعضاء، القرارات رسمياً، اليوم الإثنين، وهو آخر أيام الاجتماع الوزاري الذي استمر أسبوعاً.
فيما سيجتمع وزراء الصحة في الدول الأعضاء بالمنظمة، وعددها 194، من 29 نوفمبر/تشرين الثاني، لاتخاذ قرار حول بدء مفاوضات بشأن معاهدة دولية، الهدف منها تعزيز سبل التصدي للجوائح في المستقبل.
اتفاق دولي للتصدي للجوائح
من جانبه، رحب مايك رايان، مدير الطوارئ في المنظمة، بالقرارات قائلاً في كلمته أمام الاجتماع الوزاري السنوي: "مُسببات الأمراض لها اليد العليا في الوقت الحالي، وتظهر بوتيرة أكبر وغالباً في صمت بكوكب غير متوازن"، مثمِّناً قرار تحويل ذلك إلى اتفاق دولي أو معاهدة إطارية حول الجاهزية والتصدي للجوائح.
بدورها، قالت لجنة رأستها هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبريا السابقة، إنه يجب إقامة نظام عالمي جديد للتصدي بشكل أسرع لتفشي الأمراض؛ للمساعدة على ضمان ألا يتسبب فيروس آخر بالمستقبل في مثل الدمار الذي تسبب فيه فيروس كورونا.
كذلك، رأى الخبراء، الذين وجدوا إخفاقات جوهرية في التصدي العالمي لفيروس كورونا في أوائل عام 2020، أنه ينبغي منح منظمة الصحة العالمية القدرة على إرسال المحققين بسرعة؛ لتعقُّب تفشي الأمراض الجديدة ونشر نتائجهم الكاملة دون تأخير.
مجلس عالمي للأخطار الصحية
كما دعوا إلى إنشاء مجلس عالمي للأخطار الصحية تكون قيادته على مستوى رئيس الدولة ورئيس الحكومة؛ لضمان الالتزام السياسي بالجاهزية للجوائح.
إلى ذلك، أظهر إحصاء لوكالة رويترز، مساء الأحد 30 مايو/أيار 2021، أن أكثر من 170.12 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى ثلاثة ملايين و685187.
وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة، بالصين، في ديسمبر/كانون الأول 2019.