قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الإثنين 31 مايو/أيار 2021، إن سلطات الاحتلال قد منعت سكان قطاع غزة من المصابين بمرض السرطان من الحصول على العلاجات اللازمة، خاصةً العلاج الكيماوي، وذلك بعد أن قررت إغلاق معبر "إيريز"، على الرغم من إعلانها، الأسبوع الماضي، أنها ستسمح بمثل هذا السفر في الحالات التي تهدد الحياة، خاصةً أن هذا العلاج غير متوافر في القطاع بسبب الحصار.
وفق تقرر للصحيفة الإسرائيلية، فقد أُغلِق معبر إيريز الحدودي بالكامل خلال العدوان على غزة وحتى يوم الثلاثاء 25 مايو/أيار، وبعد إعادة فتحه، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح بدخول الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج المُنقِذ للحياة.
ضاعفت محنة مرضى السرطان في القطاع
على الرغم من ذلك، ووفقاً لتقارير وصلت إلى جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل ومركز "الميزان" لحقوق الإنسان الفلسطيني، فإنَّ إسرائيل لا تسمح إلا بدخول الأشخاص الذين يحتاجون الوصول لوحدات العناية المركزة بواسطة سيارات الإسعاف، باستثناء حالات قليلة فردية سمحت فيها بدخول أفراد بعد تدخُّل من السلطة الفلسطينية والمنظمات الأخرى.
من بين المرضى الذين مُنِعوا من الدخول سعاد -التي حُجِب اسمها الحقيقي بناءً على طلبها- وهي مريضة بالسرطان من مدينة غزة.
سعاد في مرحلة خطيرة من المرض، ولديها تصريح طويل المدى يسمح لها بالدخول عدة مرات؛ حتى تتلقى العلاج في مستشفى أوغستا فيكتوريا بالقدس الشرقية.
ويشمل علاجها العلاج الكيميائي، ووصلت سعاد إلى معبر إيريز يوم الثلاثاء 25 مايو/أيار، في طريقها لتلقي العلاج، لكنها مُنِعَت من الدخول، وحاولت مرة أخرى يوم الأحد 30 مايو/أيار، لكنها مُنعت مرة أخرى.
قرار تعسفي
من جانبها، ناشدت منظمات حقوق الإنسان، ومن ضمنها جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان، ومركز "مسلك" للدفاع عن حرية الحركة، والمركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية "عدالة"، ومركز "هموكيد" للدفاع عن الفرد، الأربعاء 26 مايو/أيار، ووزير الدفاع بيني غانتس، وذلك عبر المحامي آدي لوستيغمان، ووصفت قرار رفض دخول هؤلاء المرضى بـ"غير المعقول تماماً"، في ظل غياب الفحص لكل حالة على حدة وتقديم تفسيرات مُفصَّلة عند رفض الدخول.
في الجهة المقابلة، لم تقدم تل أبيب أي تفسير أو تبرير للقرار الذي أقدمت عليه.
في تصريح للصحيفة الإسرائيلية، قال زوج سعاد المصابة بمرض السرطان: "زوجتي مريضة للغاية ووضعها يتدهور، في المرة الأولى التي جئنا فيها انتظرنا ثلاث ساعات، وبعد ذلك قيل لنا إنه لا يمكننا المضي".
كما أضاف: "يوم الأحد، رفضوا دخولنا مرة أخرى. زوجتي موصوف لها بروتوكول علاجي بيولوجي وكيميائي؛ لإصابتها بالسرطان، وكل تأخير يؤدي إلى تفاقم حالتها".
جدير ذكره، أن سعاد بدأت علاجها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعبَرت إلى إسرائيل عدة مرات منذ ذلك الحين.