أقر عدد من المسؤولين والموظفين في جوجل بأن الإجراءات التي تتبعها الشركة تجعل من المستحيل على مستخدمي الهواتف الذكية الحفاظ على خصوصية مواقعهم، حتى لو أغلقوا إعدادات السماح بمشاركة المعلومات.
موقع Business Insider الأمريكي، نشر السبت 29 مايو/أيار 2021، وثائق غير مُنقَّحة، ضمن دعوى قضائية حديثة ضد شركة جوجل، تكشف أنَّ مهندسي الشركة ومديريها التنفيذيين يعلمون كيف جعلت الشركة من الصعب جداً على مستخدمي الهواتف الذكية الحفاظ على خصوصية مواقعهم.
بحسب الوثائق، فقد واصلت جوجل جمع البيانات الخاصة بالمواقع حتى حين أغلق المستخدمون إعدادات مشاركة الموقع، وجعلت إعدادات الخصوصية الشهيرة أصعب في العثور عليها، كما أنها ضغطت على شركة LG وغيرها من صنّاع الهواتف لإخفاء الإعدادات.
من جانبه، اعترف جاك مينزل، نائب الرئيس السابق الذي كان يشرف على تطبيق خرائط جوجل، خلال شهادته بأنَّ الطريقة الوحيدة التي لن تتمكن جوجل من خلالها من معرفة موقع منزل المستخدم وعمله هي إذا كان هذا الشخص قد ضلَّل جوجل عمداً عن طريق تعيين مواقع عشوائية مختلقة لمنزله وعمله.
ووفقاً للوثائق، لم يعرف جين تشاي، كبير مديري المنتجات في جوجل والمسؤول عن خدمات الموقع، كيف تتفاعل شبكة إعدادات الخصوصية المعقدة للشركة مع بعضها البعض.
وتمثل الوثائق جزءاً من دعوى قضائية رفعها مكتب المدعي العام في أريزونا ضد جوجل العام الماضي، اتهمت فيها الشركة بجمع بيانات الموقع بطريقة غير قانونية من مستخدمي الهواتف الذكية حتى بعد الانسحاب من الخدمة.
وأمر قاضٍ بإلغاء تعديل أقسام من تلك الوثائق الأسبوع الماضي استجابةً لطلب من المجموعتين التجاريتين Digital Content Next وNews Media Alliance، اللتين جادلتا بأنه من مصلحة الجمهور معرفة ما فيها من معلومات، وأنَّ جوجل كانت تستخدم مواردها القانونية لقمع التدقيق في ممارسات جمع البيانات.
تقنيات غامضة
وترسم النسخ غير السرية من المستندات صورة أكثر تفصيلاً عن كيف حافظت جوجل على غموض تقنيات جمع البيانات الخاصة بها؛ مما يربك ليس فقط مستخدميها بل أيضاً موظفيها.
وتستخدم جوجل مجموعة متنوعة من السبل لجمع البيانات عن مواقع المستخدمين، وفقاً للمستندات، بما في ذلك الإنترنت اللاسلكي (الواي فاي) وحتى تطبيقات الجهات الخارجية غير التابعة لجوجل، مما يجبر المستخدمين على مشاركة بياناتهم من أجل استخدام هذه التطبيقات أو عند توصيل هواتفهم بشبكة الواي فاي.
وفي هذا السياق، قال أحد الموظفين، بحسب الوثائق: "لذا، ليس هناك طريقة لإعطاء تطبيق تابع لجهة خارجية موقعك من دون إعطائه لجوجل. وهذا ليس شيئاً نريده أن يتصدر الصفحة الأولى من صحيفة The New York Times".
تلاعب في الإعدادات
وعندما اختبرت جوجل إصدارات من نظام التشغيل أندرويد الذي سهّل العثور على إعدادات الخصوصية، استفاد المستخدمون منها؛ وهو ما اعتبرته جوجل "مشكلة"، وفقاً للوثائق. ولحل هذه المشكلة، سعى جوجل بعد ذلك إلى دفن تلك الإعدادات عميقاً داخل قائمة الإعدادات.
وحاولت جوجل أيضاً إقناع صانعي الهواتف الذكية بإخفاء إعدادات الموقع "من خلال مغالطات نشطة و/أو إخفاء الحقائق أو حظرها أو حذفها".. أي أنَّ ما اكتفت جوجل بإظهاره من بيانات يقول إنَّ المستخدمين كانوا يستفيدون من تلك الإعدادات "من أجل تهدئة مخاوف [الشركات المصنعة] التي تتعلق بالخصوصية".
ويبدو أنَّ موظفي جوجل يدركون أنَّ المستخدمين كانوا محبطين من ممارسات جمع البيانات العدوانية للشركة؛ مما قد يضر بأعمالها.
وقال أحد الموظفين: "الفشل الثاني: يحق لي إدخال بيانات موقعي على الهاتف من دون مشاركة هذه المعلومات مع جوجل".
وأضاف موظفو جوجل: "ربما هذا ما يجعل آبل تتفوق علينا"، قائلين إنَّ "آبل تسمح على الأرجح" للمستخدمين بالاستفادة من التطبيقات والخدمات القائمة على تحديد الموقع على هواتفهم دون مشاركة هذه البيانات معها.