إسرائيل غير قادرة على تحديد حجم خسائر حماس.. صحيفة: جيش الاحتلال ربما يعاود قصف غزة

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/28 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/28 الساعة 18:06 بتوقيت غرينتش
صورة من داخل أنفاق حماس - حصري عربي بوست

قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الخميس 27 مايو/أيار 2021، إن تل أبيب غير قادرة حتى الآن على تحديد درجة ما وصفته بارتداع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وذلك رغم مرور نحو أسبوع على انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لافتة إلى أن جيش الاحتلال يستعد لاستئناف القتال المحتمل في المستقبل القريب، فيما يعتقد كبار المسؤولين العسكريين أن حماس قد تُعاود الاشتباك مجدداً.

فبعكس تأكيدات القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن ما يزعمونه بالردع الناجح لـ"حماس"، قال كبار ضباط جيش الاحتلال، خلال اجتماعٍ مغلق، إنه ليس من الممكن بعدُ الحكم على مدى ردع حماس، أو على الكيفية التي سيؤثر بها الدمار في غزة على قرار الحركة الدخول في جولةٍ جديدة من القتال بالمستقبل القريب، طبقاً لما أوردته الصحيفة الإسرائيلية.

فيما كان انتصار جيش الاحتلال "شبه" مثالي فقط، من وجهة نظرهم، في تدمير شبكة إطلاق الصواريخ التي نشرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي. ومن المقدَّر أن جيش الاحتلال نجح في تدمير 10% فقط من تلك الشبكة، فيما لا تزال حماس تمتلك آلاف الصواريخ القادرة على قطع مسافات مختلفة رهن إشارتها. إذ وصفت عناصر سلاح الاستخبارات (هامان) في جيش الاحتلال المعركة بأنّها كانت "حاسمةً من الناحية العملياتية"، لكنّها لا ترقى في تقديرهم إلى نصرٍ كامل، لأنها لم تُسفر عن انهيار حماس، وفق قولها.

الصحيفة الإسرائيلية زعمت أن كبار مسؤولي حماس الذين أداروا عمليات البحث والتطوير الخاصة بشبكة الصواريخ، والطائرات المسيّرة، والأسلحة المتقدمة في الحركة قد تعرضوا للقصف. ووفقاً لجيش الاحتلال، فقد قُتِلَ أكثر من 100 عضو في حماس أثناء المعركة، وبينهم كبار المهندسين ومُطوّرو الأسلحة.

500 كم تحت الأرض

في المقابل، فنّد يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، مزاعم إسرائيل، كاشفاً أن جيش الاحتلال "حاول اغتيال 500 من مقاتلي النخبة تحت خدعة الاجتياح البري، لكنه فشل"، مؤكداً أن لدى حماس 500 كم من الأنفاق تحت الأرض، ومشيراً إلى أن إسرائيل لم تُلحق ضرراً إلا بـ5% منها.

المتحدث نفسه أشار إلى أن إسرائيل اغتالت نحو 15 شخصاً فقط من الصفوف القيادية الثانية والثالثة والرابعة بحركة حماس، مضيفاً: "إسرائيل اغتالت 57 من عناصر القسام و22 من سرايا القدس".

في حين ما زال مسؤولو سلاح الاستخبارات الإسرائيليون في انتظار بيانات "دقيقة"، من وجهة نظرهم، عن حجم الأضرار التي عانتها الحركة.

بحسب صحيفة Haaretz الإسرائيلية، "يسود إجماعٌ بين مؤسسات الدفاع الإسرائيلية على أن إنجازات العملية العسكرية في الشهر الجاري ستتلاشى، في حال عدم دخول القيادة السياسية في ترتيبٍ طويل الأمد مع حماس، وذلك رغم جهود مؤسسة الدفاع الإسرائيلية الكبيرة لاستعراض صورة انتصارٍ واضح عن العملية العسكرية".

حيث ترى تل أبيب أن عودة اثنين من المدنيين الإسرائيليين في غزة وجثث الجنديين المقتولين في عام 2014، والتي يقول المسؤولون إن إسرائيل ستستخدمها كشرط لدخول المساعدات الإنسانية غير العاجلة، ستكون مسألةً "حساسة وإشكالية"، لأن حماس ستُطالب على الأرجح بأكثر من مجرد توفير البنية التحتية الأساسية.

وحركة حماس، وفق الصحيفة الإسرائيلية، نجحت في جذب أنظار المجتمع الدولي الشهر الجاري، حين أنهت جولة العدوان الأخيرة، وقد خدمتها المواجهة بتحسين أوراق الحركة في التفاوض على ترتيبٍ طويل الأمد مع إسرائيل.

وقف إطلاق النار

كان التوتر قد تصاعد في قطاع غزة بشكل كبير، بعد إطلاق إسرائيل عملية عسكرية واسعة ضده في 10 مايو/أيار الجاري، تسببت بمجازر ودمار واسع في منشآت عامة ومنازل مدنية ومؤسسات حكومية وإعلامية، وأراضٍ زراعية، إضافة إلى شوارع وبنى تحتية في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني، قبل بدء وقف لإطلاق النار.

إلا أنه مع فجر الجمعة 21 مايو/أيار الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد 11 يوماً من العدوان.

هذا العدوان الإسرائيلي الوحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل، أسفر عن 281 شهيداً بينهم 69 طفلاً، و40 سيدة، و17 مسناً، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".

في المقابل، أسفر قصف المقاومة عن تكبيد إسرائيل خسائر بشرية واقتصادية "كبيرة"، وأدى إلى مقتل 13 إسرائيلياً بينهم ضابط، في حين أُصيب أكثر من 800 آخرين بجروح، إضافة إلى تضرر أكثر من 100 مبنى، وتدمير عشرات المركبات، ووقوع أضرار مادية كبيرة، فضلاً عن توقف بعض المطارات لأيام طويلة.

كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجّرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية، حيث يقع المسجد الأقصى، خلال الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1967، كما ضمت مدينة القدس بأكملها عام 1980، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

تحميل المزيد