مديرون في “أسوشيتد برس” يعترفون بخطأ إقالة صحفية لانتقادها إسرائيل.. وصفوا القرار بـ”المنحاز”

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/27 الساعة 10:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/27 الساعة 10:50 بتوقيت غرينتش
انتقادات لوكالة أسوشيتد برس بعد طردها صحفية بسبب تأييدها للفلسطينيين - صفحة الصحفية على تويتر

قال عدد من كبار مديري وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية إنهم يعترفون بخطأ المؤسسة في إقالة الصحفية، إميلي وايلدر، بعد موقفها المؤيد لفلسطين والناقد للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، معبِّرين عن أسفهم للطريقة "المتحيزة" التي تعاملت فيها الشركة مع الموقف. 

وبعد 16 يوماً من تعيينها في الوكالة الإخبارية الأمريكية، تعرضت الصحفية الشابة إميلي وايلدر، البالغة من العمر 22 عاماً، للفصل من الشركة بعد اتهامها بانتهاك سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمؤسسة الإخبارية.

وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، فإن مدير التحرير المسؤول في أسوشيتد برس، بريان كاروفيلانو، قد أكد أن قرار إقالة وايلدر كان بالإجماع معترفاً بقوله: "نحن بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا ونحتاج إلى الاعتراف بأننا ارتكبنا بعض الأخطاء في الأسبوع الماضي". 

بحسب الصحيفة، فقد شعر مديرو المؤسسة الصحفية العريقة أن تغريدات الصحفية اليهودية أظهرت تحيزاً تجاه الشعب الفلسطيني في نزاعهم مع الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين الإسرائيليين، على الرغم من أن وايلدر تقول إن محرريها لم يخبروها أبداً بأي من تغريداتها تمثل المشكلة. 

رئيسة مكتب وكالة أسوشيتد برس في واشنطن ومساعدة مدير التحرير، جولي بيس، أخبرت الموظفين بأن الشركة فشلت في توقع تداعيات إنهاء خدمة محرر إخباري مبتدئ عمل هناك لبضعة أيام فقط.

بدورها، قالت نائبة مدير التحرير، أماندا باريت: "نريد أن نعترف بأننا ارتكبنا خطوات خاطئة في معالجة هذه الأزمة"، 

من جهتها، قالت سالي بوزبي، المحررة التنفيذي لوكالة أسوشيتد برس، إنها لم تكن متورطة في قضية وايلدر؛ لأنها استقالت من وظيفتها سابقاً قبل الانضمام لصحيفة "واشنطن بوست".

والاثنين، وقَّع ما يزيد عن 100 شخص من موظفي أسوشيتد برس رسالة مفتوحة للتعبير عن إحباطهم من الطريقة التي تعاملت بها الشركة مع إنهاء خدمات وايلدر، وطالبوا "بمزيد من الوضوح" حول قرار الطرد.

ولم تعتذر وكالة أسوشيتد برس أو تعترف بأخطاء في بياناتها العامة، بخلاف قولها رداً على رسالة موظفيها إن الشركة "تتطلع إلى مواصلة المحادثة مع الموظفين حول سياسة وسائل التواصل الاجتماعي التي تتبعها أسوشيتد برس".

مهاجمة وايلدر

كانت وايلدر -يهودية الديانة- قد انتقدت في تغريدة الأحد 16 مايو/أيار 2021، اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام الرئيسية عند تغطية المسائل المتعلقة بفلسطين وإسرائيل.

إذ كتبت وايلدر: "تبدو (الموضوعية) متغيرة عندما تكون المصطلحات الأساسية التي نستخدمها لنقل الأخبار تؤسس ضمنياً لادعاءات. إنَّ استخدام كلمة إسرائيل وليس فلسطين، أو الحرب وليس الحصار والاحتلال هي خيارات سياسية؛ ومع ذلك فإنَّ وسائل الإعلام تتخذ هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت دون وصفها بأنها منحازة".

لكن بعد يوم من نشر وايلدر تلك التغريدة، بدأت مجموعة تُدعَى "جمهوريو جامعة ستانفورد" في مشاركة صور لمنشورات أخرى انتقدت فيها وايلدر، الطالبة الجامعية آنذاك، الاحتلال الإسرائيلي والسياسات ذات الصلة، بالإضافة إلى صورة لها أثناء مشاركتها في احتجاج مؤيد لفلسطين في مدينة نيويورك، مدعية أن الصحفية الأمريكية "تُحرّض على كراهية إسرائيل، وتروج للكذبة الشنيعة بأن اليهود يمارسون التطهير العرقي بحق الفلسطينيين من أرض يهودا والسامرة".

كذلك، اتهمت المجموعة وايلدر بأنها "زعيمة" الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، والصوت اليهودي من أجل السلام، وطلاب من أجل العدالة في فلسطين، وهي جماعة زعموا دون دليل أنها على صلة بحماس.

زاد الهجوم على وايلدر من قِبل مواقع إخبارية ذات ميول يمينية، مثل Fox News وThe Washington Free Beacon وThe Federalist.

فيما فُصلت إميلي وايلدر بعد حملة الهجوم بيومين، وفقاً لتقرير أسوشيتد برس.

من جانبها، انتقدت ليز جاكسون، المحامية البارزة في منظمة Palestine Legal، إقالة وايلدر، ووصفتها بأنها "رقابة" مع تحيز مناهض للفلسطينيين.

عقب فصلها من وظيفتها، قالت إميلي، في بيان: "التعاطف الذي دفعني إلى نشاطاتي جزء مما دفعني لأن أكون مراسلة ملتزمة بالتناول العادل والنقدي والقائم على الحقائق للقصص التي لم تنَل حقها من النشر"، مضيفة: "والآن، وقد فُصلت من وظيفتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من التحاقي بها، أجدني أتساءل عن نوعية الرسالة التي يبعث بها هذا التصرف إلى الشباب الذين يأملون في توجيه سخطهم المبرر أو شغفهم بالعدالة إلى رواية قصص مؤثرة".

تحميل المزيد