تباينات داخل الـ”سي آي إيه” حول منشأ كورونا.. خلاف حول انتقاله من الحيوانات أو نتيجة انفجار معملي

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/27 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/27 الساعة 19:23 بتوقيت غرينتش
مرض كورونا لا يزال يثير الجدل/ رويترز

أقرت المخابرات الأمريكية، الخميس 27 مايو/أيار 2021، بأن لدى وكالاتها نظريتين بخصوص منشأ مرض كوفيد-19، حيث ترى اثنتان منها أنه ظهر بشكل طبيعي نتيجة المخالطة بين بشر وحيوانات مصابة، فيما ترى وكالة ثالثة احتمال وقوع حادث في مختبر كان مصدراً للجائحة العالمية.

حيث قال مكتب مدير المخابرات الوطنية، إن "أجهزة المخابرات الأمريكية لا تعرف بالضبط أين ولا متى ولا كيف انتقل فيروس كوفيد-19 بشكل أوَّلي، لكنها تركز على احتمالين اثنين"، مضيفاً أن الغالبية تعتقد أنه ليست هناك "معلومات كافية للتقييم ترجح كفة أحدهما على الآخر".

خلاف بين وكالات الاستخبارات الأمريكية 

لم يحدد بيان مكتب مدير المخابرات الوطنية أيّ وكالتين من بين 17 وكالة، تشكل مجتمع المخابرات الأمريكية، تعتقدان أن الفيروس نشأ في حيوانات مصابة وأي جهاز يعتقد أنه نشأ من حادث بمختبر.

في حين رفض مسؤولون التطرق بالنقاش إلى أي الأجهزة التي عبَّرت عن وجهات نظر مبدئية بخصوص منشأ الفيروس، لكنهم شددوا على أن الغالبية العظمى من الأجهزة الأمريكية تعتقد أن المعلومات غير كافية لترجيح كفة أحد الاحتمالات الخاصة بمنشأ الفيروس على غيره.

في المقابل ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن تقرير للمخابرات الأمريكية، أن ثلاثة باحثين من معهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات طلبوا الحصول على رعاية طبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قبل شهر من إعلان الصين عن حالات الإصابة الأولى بـ"كوفيد-19".

قالت الصحيفة إن تقرير المخابرات الذي لم يتم الكشف عنه من قبل، والذي يقدم تفاصيل جديدة عن عدد الباحثين الذين تأثروا وتوقيت مرضهم وزياراتهم للمستشفى، يمكن أن يعزز الدعوات إلى فتح تحقيق أوسع فيما إذا كان الفيروس المسبِّب لـ"كوفيد-19″ قد تسرب من المختبر.

الحاجة إلى أدلة جديدة 

قالت "وول ستريت جورنال" إن مسؤولين حاليين وسابقين أعربوا عن وجهات نظر عديدة حول قوة الدليل الذي يدعم التقرير، وقال شخص لم يتم الكشف عن اسمه، إن التقرير بحاجة إلى "مزيد من التحقيق والأدلة الإضافية".

تم الإعلان عن الحالات الأولى من كورونا في آخر ديسمبر/كانون الأول عام 2019، بمدينة ووهان التي تقع في وسط الصين، والتي يوجد بها المعمل المتطور المتخصص في أبحاث فيروس كورونا.

دأب علماء ومسؤولون صينيون على رفض الافتراضات المتعلقة بتسرُّب الفيروس من المعمل، قائلين إنه ربما ظهر في مناطق أخرى قبل أن يصيب ووهان، بل ربما يكون دخل البلاد من خلال شحنات الأغذية المجمدة المستوردة، أو التجارة في الحيوانات البرية.

نفي صيني مستمر 

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، الإثنين، إنه "غير صحيح بالمرَّة"، أن ثلاثة من العاملين في معهد ووهان لعلم الفيروسات قد مرضوا.

أضاف جيان: "تُواصل الولايات المتحدة الترويج لنظرية تسريب من المختبر… هل هي مهتمة حقاً باقتفاء أثر المصدر أم أنها تحاول صرف الانتباه؟".

جاء تقرير "وول ستريت جورنال" عشية اجتماع لجنة صنع القرار في منظمة الصحة العالمية، التي من المتوقع أن تناقش الخطوة التالية بتحقيق في منشأ كوفيد-19.

رداً على سؤال عن التقرير المخابراتي، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياسارفيتش، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الفرق الفنية في المنظمة تتخذ الآن القرارات الخاصة بالخطوات التالية. وأضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة بشأن دور التجارة في الحيوانات وكذلك فرضيات التسرب من المعمل.

في حين لم تعلّق متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي على تقرير الصحيفة، لكنها قالت إن إدارة بايدن لا تزال لديها "تساؤلات جادة عن الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19، وضمن ذلك منشأه داخل جمهورية الصين الشعبية".

قالت إن الحكومة الأمريكية تعمل مع منظمة الصحة العالمية ودول أخرى أعضاء بالمنظمة لدعم تقييم يجريه خبراء، في أصول الجائحة "بعيداً عن التدخل أو التسييس".

تحميل المزيد