قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الأربعاء 26 مايو/أيار 2021، إن المقاومة الفلسطينية قد تمكنت من إفشال خطة إسرائيل للنيل من قدراتها وشبكات الأنفاق تحت القطاع، مؤكداً أن إسرائيل لم تجرؤ على القيام باجتياح بري للقطاع، لأنها كانت تعلم حجم الخسائر التي ستتكبدها.
ففي تصريح له خص به شبكة "الجزيرة" القطرية، رفض هنية استعمال إسرائيل مصطلح "مترو حماس" لوصف الأنفاق التي حفرتها المقاومة تحت القطاع، معتبراً إياها "المدينة الجهادية السليمة، التي لم يفلح العدو في الوصول إلى بنيتها الأساسية".
ضربات قوية للاحتلال
في السياق نفسه، اعتبر هنية أن المقاومة لم يكن أمامها من خيار سوى التدخل، بعد أن "رغب الاحتلال في استباحة الأقصى يوم 28 رمضان وإهانة القدس".
بخصوص الاجتياح البري لغزة، شدد هنية على أنه لم يكن هناك أي قرار من تل أبيب من أجل المضي قدماً فيه، لأنها تعلم أنها ستتكبد خسائر وخيمة.
أما عن الهجمات التي قامت بها قوات الاحتلال، فقد أوضح رئيس المكتب السياسي للحركة، أنها لم تلحق أضراراً كبيرة ووصفها بـ"الثانوية"، كما أنها لم تنل من البنية الصلبة للفصائل.
وزاد بهذا الخصوص قائلاً: "ما قامت به المقاومة فاجأ الصديق كما فاجأ العدو في الأداء والمزاوجة بين التحرك السياسي والعسكري" واصفاً الأداء العسكري لفصائل المقاومة بـ'المشرف" بعد أن فرض معادلات جديدة.
رفض تسييس إعمار القطاع
بخصوص ملف إعمار القطاع، رفض هنية ما وصفه بمحاولات "تسييس القضية"، معتبراً أن ذلك "حق مكتسب وقضية إنسانية"
كما أشاد في المناسبة نفسها بما سماه "وقفة الشعوب العربية والإسلامية التي دعمت الشعب الفلسطيني".
كما ذهب أيضاً إلى اعتبار أن المعركة جعلت المقاومة توجه "ضربة قوية جداً لصفقة القرن، وأظهرنا زيف التطبيع وبناء التحالفات مع الاحتلال".
إضافة إلى أنها "جعلت أوسلو والتنسيق الأمني ومشروع المفاوضات خلف ظهورنا".
السنوار يهدد تل أبيب
في السياق نفسه، هدّد يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، الأربعاء، إسرائيل بـ"حرق اليابس والأخضر" إن لم يتم رفع الحصار عن قطاع غزة، مشدداً على أن القطاع "لن يقضي هذا العام ومشاكله كما هي"، كما رحب في حديث له مع الصحفيين بكل جهود إعمار القطاع، مؤكداً أنه "لن يذهب أي قرش للحركة أو أعضائها".
ففي أول تصريحات صحفية للسنوار بعد العدوان على غزة، قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، إن مدينة القدس "خط أحمر"، وإن "زوال إسرائيل مرتبط بمخططاتها في المدينة".
السنوار أضاف في المناسبة ذاتها، أن المقاومة الفلسطينية أرادت (خلال الجولة الماضية) إيصال رسالة إلى العدو والعالم، بأنه كفى لعباً بالنار، مضيفاً: "بدأنا بإطلاق الصواريخ باتجاه القدس أولاً، ليعلم الاحتلال أن للأقصى رجالاً يحمونه".
وأكد أن المقاومة تستطيع إطلاق مئات الصواريخ (باتجاه إسرائيل) في الدقيقة الواحدة بمدى 200 كم.
المتحدث ذاته لفت إلى أن إسرائيل فشلت (خلال الحرب) في توجيه ضربة للصف القيادي السياسي والعسكري والأمني لحركة حماس، وغرف التحكم والسيطرة.
استهداف قادة المقاومة
وأوضح أن إسرائيل "حاولت اغتيال 500 من مقاتلي النخبة تحت خدعة الاجتياح البري، لكنها فشلت".
وكشف السنوار أن لدى حماس 500 كم من الأنفاق تحت الأرض، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تُلحق ضرراً إلا بـ5% منها.
وأشار إلى أن إسرائيل اغتالت نحو 15 شخصاً فقط من الصفوف القيادية الثانية والثالثة والرابعة بحركة حماس.
إذ صرّح في هذا الخصوص قائلاً: "إسرائيل اغتالت 57 من عناصر القسام و22 من سرايا القدس".
إعمار غزة
حسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية، فإن تصريحات السنوار تأتي في الوقت الذي قال فيه مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تركز جهودها حالياً على إعادة إعمار قطاع غزة، بعد سريان وقف إطلاق النار.
إذ نقلت قناة "الحرة" الأمريكية عن مسؤول كبير بالخارجية، لم تسمّه، قوله إن "المساعدات لغزة ستذهب في المقام الأول من خلال الأمم المتحدة بمشاركة السلطة الفلسطينية".
أضاف المسؤول أن بلاده "تتواصل مع دول الخليج ودول مانحة أخرى؛ لبحث سبل تمويل عملية إعادة الإعمار"، مشيراً إلى أن "مصر ستلعب دوراً في إيصال المساعدات إلى القطاع". وأكد أن "عدم إجراء محادثات مع حركة حماس يطرح تحدياً في الوقت الراهن"، معرباً عن أمله في "إعادة دور السلطة الفلسطينية لغزة بشكل ما".