هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي محرك البحث الشهير جوجل، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، بعد أن أظهر البحث أن الكوفية الفلسطينية هي من "أنواع أغطية الرأس أو الأوشحة التي يرتديها الإرهابيون"، وذلك في الوقت الذي فوجئ فيه مستخدمو يوتيوب بتغيير الموقع لكلمة "فلسطينيين" بـ"الإرهاب"، وذلك في أحد الفيديوهات التي نشرتها منصة إلكترونية عن القضية الفلسطينية.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، عمليات تقييد وحظر للحسابات التي تقوم بنشر محتوى داعم للقضية الفلسطينية.
روايات سلبية عن الفلسطينيين
يقول نديم الناشف، المدير التنفيذي للمركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي المعروف باسم حملة، لموقع Middle East Eye إن هذا الكشف يوضح كيف أن شركات التكنولوجيا الكبرى تصوغ روايات سلبية عن الفلسطينيين.
لم يقتصر موقف جوجل المنحاز تجاه القضية الفلسطينية على هذا الأمر، فقد رصد مركز "حملة" ووثق كيف أن سياسات جوجل، سواء في خرائط جوجل أو يوتيوب، أو Knowledge Panel- تُميز ضد الفلسطينيين وتنشر معلومات مضللة ومغلوطة وتروج للصور النمطية العنصرية والمسيئة للكرامة الإنسانية التي تتعارض مع قوانين وأعراف حقوق الإنسان.
يذكر أن الكوفية رمز القومية الفلسطينية واشتهرت في الستينيات على يد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وتعتبر على نطاق واسع رمزاً للمقاومة الفلسطينية وغالباً ما يكون ارتداؤها إشارة إلى التضامن مع القضية الفلسطينية.
كما أضاف نديم الناشف: "الكوفية غطاء رأس تاريخي للعرب والفلسطينيين منذ عقود من الزمن، ونشأت مع المزارعين وأصبحت فيما بعد رمزاً للقومية الفلسطينية… وربط هذا الرمز التاريخي الثقافي بالإرهاب عنصري ومسيء للإنسانية".
وقال المركز إنه تقدم بشكوى رسمية إلى جوجل يوم الإثنين وإنه ينتظر رداً منها.
يوتيوب يستخدم كلمة "إرهابيين" بدلاً من فلسطينيين
في الوقت ذاته نشرت وسائل إعلام تركية فيديو يتحدث عن القضية الفلسطينية، وعندما تشير المتحدثة في الفيديو بالقول "إلى أن الآلاف من الفلسطينيين فقدوا حياتهم" يرافقها في الترجمة الكتابية أسفل الفيديو استخدام كلمة "الإرهابيين" بدلاً من "الفلسطينيين"، وهو ما أثار حفيظة المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي.
المغرد الذي يسمي نفسه "سيف باشا" علق على الفيديو قائلاً: "إن الترجمة الآلية لكلمة (فلسطيني) إلى (إرهابي) أمر حقير تماماً، يجب على يوتيوب تصحيح هذا على الفور".
أما المغردة التركية زهراء فقالت: "هؤلاء يحاصرون كل مواقع التواصل الاجتماعي"، في إشارة منها إلى الإسرائيليين.
فيما قالت المغردة التي تطلق على نفسها Bleue: "ثم يقولون لنا إن الحديث عن إسرائيل معادٍ للسامية! الرقابة المفروضة على الفلسطينيين ستحرمهم من حق التعبير عن أنفسهم، هل هذه عنصرية أم إسلاموفوبيا؟".