وقّع أكثر من 100 موظف في وكالة أسوشيتد برس Associated Press الأمريكية خطاباً مفتوحاً، يوم الإثنين 24 مايو/أيار 2021، أعلنوا فيه رفضهم التام للطريقة التي تعاملت بها الوكالة مع طرد إميلي وايلدر، المراسلة الإخبارية التي استهدفتها وسائل إعلام يمينية بسبب نشاطها المؤيد للفلسطينيين، بحسب تقرير نشره موقع Axios الأمريكي الإثنين 24 مايو/أيار 2021.
حيث قال الموظفون في خطابهم المفتوح: "إميلي كانت صحفية شابة تأذت من تعامل وكالة أسوشيتد برس وإعلانها فصلها منها. ومن الضروري أن نعرف أن الوكالة ستدعم وتوفر الموارد للصحفيين الذين يتعرضون لحملات تشهير ومضايقات عبر الإنترنت".
فيما أضافوا: "ولأننا صحفيون نتناول مواضيع مثيرة للجدل، فإننا غالباً ما نكون هدفاً للأشخاص غير الراضين عن التدقيق. فماذا يحدث حين ينظمون حملة تشويه تستهدف شخصاً آخر منا؟، تحتفل مجموعات النفوذ بانتصارها وتوجه أنظارها إلى صحفيين آخرين في وكالة أسوشيتد برس".
استهداف هويات الصحفيين
كما رأى الموقعون أن مجموعات النفوذ "يستهدفون هويات الصحفيين بشكل روتيني. وحين نقرر ممارسة هذه اللعبة بشروط أولئك الذين يتصرفون بسوء نية، فلن نتمكن من الفوز"، مشيرين إلى أن غياب التواصل بشأن طرد إميلي وايلدر "يضعضع ثقتنا في أن أياً منا لن يكون التالي، وأن يُضحى به دون تفسير".
في حين دعا الموظفون إلى توضيح المنشورات التي استدعت طرد إميلي والسبب وراء ذلك، وعقد منتدى حول ما تعتبره وكالة أسوشيتد برس أفضل الممارسات للصحفيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولجنة متنوعة لتحديث سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بأسوشيتد برس.
رداً على هذا الخطاب، قالت المتحدثة باسم وكالة أسوشيتد برس لورين إيستون إن الوكالة: "تتطلع إلى مواصلة الحوار مع الموظفين عن سياسة مواقع التواصل الاجتماعي التي تتبعها أسوشيتد برس"، وفقاً لموقع BuzzFeed News.
مهاجمة وايلدر
كانت وايلدر- يهودية الديانة- قد انتقدت في تغريدة يوم الأحد 16 مايو/أيار 2021، اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام الرئيسية عند تغطية المسائل المتعلقة بفلسطين وإسرائيل.
إذ كتبت وايلدر: "تبدو (الموضوعية) متغيرة عندما تكون المصطلحات الأساسية التي نستخدمها لنقل الأخبار تؤسس ضمنياً لادعاءات. إنَّ استخدام كلمة إسرائيل وليس فلسطين، أو الحرب وليس الحصار والاحتلال هي خيارات سياسية؛ ومع ذلك فإنَّ وسائل الإعلام تتخذ هذه الخيارات الدقيقة طوال الوقت دون وصفها بأنها منحازة".
لكن بعد يوم من نشر وايلدر تلك التغريدة، بدأت مجموعة تُدعَى "جمهوريو جامعة ستانفورد" في مشاركة صور لمنشورات أخرى انتقدت فيها وايلدر، الطالبة الجامعية آنذاك، الاحتلال الإسرائيلي والسياسات ذات الصلة، بالإضافة إلى صورة لها أثناء مشاركتها في احتجاج مؤيد لفلسطين في مدينة نيويورك، مدعية أن الصحفية الأمريكية "تُحرّض على كراهية إسرائيل، وتروج للكذبة الشنيعة بأن اليهود يمارسون التطهير العرقي بحق الفلسطينيين من أرض يهودا والسامرة".
كذلك، اتهمت المجموعة وايلدر بأنها "زعيمة" الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، والصوت اليهودي من أجل السلام، وطلاب من أجل العدالة في فلسطين، وهي جماعة زعموا دون دليل أنها على صلة بحماس.
زاد الهجوم على وايلدر من قبل مواقع إخبارية ذات ميول يمينية، مثل Fox News وThe Washington Free Beacon وThe Federalist.
فيما فُصلت إميلي وايلدر بعد حملة الهجوم بيومين، وفقاً لتقرير أسوشيتد برس.
من جانبها، انتقدت ليز جاكسون، المحامية البارزة في منظمة Palestine Legal، إقالة وايلدر، ووصفتها بأنها "رقابة" مع تحيز مناهض للفلسطينيين.
عقب فصلها من وظيفتها، قالت إميلي، في بيان: "التعاطف الذي دفعني إلى نشاطاتي جزء مما دفعني لأن أكون مراسلة ملتزمة بالتناول العادل والنقدي والقائم على الحقائق للقصص التي لم تنل حقها من النشر"، مضيفة: "والآن، وقد فُصلت من وظيفتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من التحاقي بها، أجدني أتساءل عن نوعية الرسالة التي يبعث بها هذا التصرف إلى الشباب الذين يأملون في توجيه سخطهم المبرر أو شغفهم بالعدالة إلى رواية قصص مؤثرة".
جدير بالذكر أن وكالة "أسوشيتد برس" تعرضت لانتقادات شرسة من صحافيين وأكاديميين، بعد طردها وايلدر، بسبب نشاطها المؤيد للفلسطينيين خلال الجامعة.