كشف قائد عسكري بارز لموقع Middle East Eye، الإثنين 24 مايو/أيار 2021، أن بعض الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران أعلنت انتهاء الهدنة غير الرسمية مع الولايات المتحدة، وهدَّدت بشنِّ هجمات تستهدف القوافل العسكرية وقواعد الجيش.
وأضاف أن قرار إنهاء الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يرجع إلى "عدم جدية الحكومتين العراقية والأمريكية في جدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق".
تهديد الفصائل العراقية
قائد عسكري بارز قال للموقع إن "جميع الفصائل وافقت على تصعيد الهجمات على القوات الأمريكية، وقررت تنفيذ المزيد من الهجمات"، مؤكداً أنه "تقرَّر أن تكون العمليات نوعية وفعالة، وأن تُنفَّذ بعضها بالصواريخ والبعض الآخر بطائرات مسيرة".
وتابع قائلاً: "الاتفاق بين قادة الحشد الشعبي والفصائل المسلحة نصَّ على عدم إقحام قوات الحشد الشعبي في الأمر، وامتناع قوات الحشد الشعبي عن انتقاد هذه العمليات الموجهة للقوات الأمريكية، وغض الطرف عنها".
وكانت الفصائل المدعومة من إيران قد وافقت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على عقد هدنة مع القوات الأمريكية بعدما هددت إدارة ترامب بإغلاق سفارتها في بغداد، وضرب أهداف إيرانية داخل العراق وخارجه.
ومن حينها، صمدت الهدنة إلى حد كبير، رغم بعض الانتهاكات مثل الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي مطلع هذا الشهر.
وتنامى الضغط على رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لفرض انسحاب القوات الأجنبية منذ اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، الأب الروحي لمعظم الفصائل الشيعية المسلحة، في يناير/كانون الثاني عام 2020.
وفي أبريل/نيسان، أعلن العراق والولايات المتحدة عن خطط لسحب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقاً لجداول زمنية تحددها لجان عسكرية فنية مشتركة.
وتضمن الإعلان عن جولة ثالثة من الحوار الاستراتيجي بين الطرفين اتفاقاً لتغيير طبيعة مهمة التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من القتال إلى الاستشارات والتدريب.
"لغة القوة" في العراق
مجموعات الميليشيات التي تُطلق على نفسها اسم الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، أطلقت يوم السبت 22 مايو/أيار، بياناً تنتقد فيه الحكومة العراقية، وقالت إنها "منحت أكثر من فرصة للحكومة العراقية، التي تُجري مفاوضات مع الجانب الأمريكي بخصوص مصير القوات الأجنبية، لكن ما نتج عن جولتيها كان سيئاً ومؤسفاً للغاية".
كما حذرت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، التي تتألف من سبعة فصائل مسلحة من بينها عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ومنظمة بدر، من أنها ستبدأ في شن الهجمات "لطرد الاحتلال" وقالت في بيانها: "الإدارة الأمريكية برفضها خروج قواتها قد أرسلت لنا الرسالة الواضحة بأنهم لا يفهمون غير لغة القوة، لذلك فالمقاومة العراقية تؤكد جهوزيتها الكاملة لتقوم بواجبها الشرعي، والوطني، والقانوني، لتحقيق هذا الهدف".
وحتى مساء يوم الإثنين، لم تخرج الحكومة العراقية بأي رد على هذه التهديدات الجديدة، لكن قائداً بارزاً في هيئة الحشد الشعبي قال لموقع Middle East Eye إنَّ الحشد الشعبي "ليس له علاقة بهذا التصعيد، ولن يكون جزءاً منه".