عقب تداول صور حديثة منسوبة لها خلال الأيام الماضية، تصاعدت دعوات في بريطانيا تحث حكومة المملكة المتحدة على التدخل للتأكد مما إذا كان والد الأميرة الإماراتية لطيفة قد أطلق سراحها من الإقامة الجبرية التي كانت تخضع لها، وذلك طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021.
كان مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي قد نشروا صوراً تُظهر من يُفترض أنها الشيخة لطيفة (35 عاماً)، ابنة حاكم دبي، التي كانت قيد الاختفاء لأشهر عديدة، وأثارت قضيتها جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضية، بينما رفضت السلطات الإماراتية التعليق على صحة الصور.
إحدى هذه الصور توضح وجود إعلان عرض سينمائي في الخلفية لفيلم "ديمون سلاير" أو قاتل الشياطين، الذي أطلق بالإمارات في 13 مايو/أيار الجاري. كما تُظهر أنه تم التقاطها في أحد مراكز التسوق في دبي خلال فترة جائحة فيروس كورونا؛ لوجود كمامات على الطاولة.
كانت الشيخة لطيفة تنظر إلى الكاميرا بهدوء وتجلس بجوار قارئة طالع على طاولة قهوة، حسب الصور المتداولة.
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني السابق بيتر هاين: "يجب على الوزراء البريطانيين التوقف عن التباطؤ في قضية الأميرة لطيفة، والمطالبة ببرهان مناسب على سلامتها وحريتها. وهذه الصور أبعد ما يكون عن إثبات ذلك. لماذا لا يُسمَح لها بالتحدث مباشرة إلى الصحفيين على سبيل المثال؟".
دعوات لمصادرة أصول حاكم دبي
يشار إلى أن اللورد هاين هو واحد من مجموعة تضم عدداً من أقرانه، الذين يضغطون على المملكة المتحدة لمزيد من التدخل للدفاع عن حق لطيفة في الحرية، بما في ذلك عن طريق مصادرة أصول والدها، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو نائب الرئيس ورئيس الوزراء لدولة الإمارات العربية المتحدة.
غالباً ما يُوصَف الشيخ محمد بن راشد بأنه قريب من الملكة إليزابيث الثانية بسبب اهتمامهما المشترك بسباق الخيل. إضافة إلى ذلك، تتمتع الإمارات وبريطانيا بعلاقات أمنية وتجارية وسياسية وثيقة؛ ولهذا كانت وزارة الخارجية مترددة في إثارة قضايا حقوق الإنسان علناً.
بدوره، قال ديفيد هاي، أحد مؤسسي مجموعة Free Latifa (حملة حرروا لطيفة): "نؤكد وجود العديد من التطورات المهمة والإيجابية المحتملة في الحملة. لا ننوي التعليق أكثر من ذلك في هذه المرحلة، وسيصدر بيان آخر في الوقت المناسب".
كذلك، أضافت رادها ستيرلينغ، وهي مؤسسة مجموعة "معتقل في دبي": "نسعى للحصول على توضيح من دبي، ونأمل أن تكون لطيفة بخير. إذا افترضنا أن الصورة أصلية، فهذا يشير إلى أن الإمارات تنوي ربما السماح للطيفة بالعودة إلى الحياة العامة كما ورد في بيانهم الأخير".
حقيقة الصور المتداولة
فيما لم تتمكن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من التأكد من حقيقة الصورة، كما لم تتمكن من الحصول على معلومات إضافية، إلا أنها أشارت إلى أن الفتاة التي تظهر في الصورة تشبه الشيخة لطيفة، وقد أكدت إحدى صديقاتها أنها هي بالفعل بعدما طالعت الصورة.
كما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أنها علمت أن الصورة لم تُنشر بشكل عرضي، لكنها ضمن تفاعلات تجري بشكل خفي ولم يُعلن عنها بعد.
إلى ذلك، رفضت السفارة الإماراتية في لندن، التعليق على الأمر.
كما رفضت الأمم المتحدة التعليق على الصورة، لكنها قالت لـ"بي بي سي"، إنها بانتظار "دليل مُقنع على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة"، وهو ما قالت الإمارات في وقت سابق، إنها ستقوم بتقديمه.
كانت BBC قد بثَّت فيلماً وثائقياً صُوّر سراً، يُظهر لقطات جديدة للأميرة تدَّعي فيها أنها قيد الاحتجاز القسري، وتخشى على حياتها.
ففي رسالة بالفيديو تم تصويرها في دورة مياه وحصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، ونشرتها في 16 فبراير/شباط 2021، قالت الأميرة لطيفة، إنها محتجزة داخل فيلا محصنة.
كان ذلك أول ظهور لها منذ أن أعلنت نيَّتها الفرار من بلدها، في مقطع فيديو نُشر على يوتيوب في مارس/آذار 2018، وذلك بسبب ما قالت إنه سوء معاملة تتعرَّض لها من والدها. وعُثر عليها لاحقاً في مركب قبالة السواحل الهندية، وتمّت إعادتها إلى دبي في أبريل/نيسان من العام ذاته.
ظهور هذا الفيديو أحدث تطوراً كبيراً على الساحة الدولية، حيث أعربت كثير من الدول عن مخاوفها على حياة الأميرة لطيفة، كما تصدَّرت قصتها عناوين الصحف الأجنبية.
طلب رسمي من الأمم المتحدة
يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) كان قد طلب، لأول مرة، من الإمارات تقديم دليل على أن الأميرة لطيفة، ابنة حاكم دبي، على قيد الحياة.
إذ قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في إفادة صحفية بجنيف: "لم نتلقَّ أي دليل على أنها على قيد الحياة، ونرغب في الحصول على دليل دامغ يثبت أنها على قيد الحياة، وذلك أهم ما يشغلنا بالطبع"، مشيرة إلى أن مسؤولين بارزين في الأمم المتحدة طلبوا عقد اجتماع مع سفير الإمارات في جنيف بشأن لطيفة، وهو ما تم الاتفاق عليه من حيث المبدأ.
في حين أعلنت الإمارات خلال مارس/آذار الماضي، أن لطيفة تحت رعاية الأسرة وأطباء بالمنزل.
تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2018، هربت لطيفة من دبي بمساعدة صديقتها، مدربة الكابويرا الفنلندية، تينا جوهياينن، لكن بعد ثمانية أيام، عندما وصلت إلى ساحل مالابار الهندي، استقلت القوات الهندية، ثم رجال الأمن الإماراتيون، بعنفٍ، قاربها وأعادوها إلى دبي، وفقاً لموقع Middle east eye البريطاني.
كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد عبَّر عن قلقه بشأن محنة لطيفة بعد ظهور مقاطع الفيديو، كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إدارة بايدن تراقب التطورات عن كثب.