بدأ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء 25 مايو/أيار 2021، جولة في الشرق الأوسط سيكون هدفها بشكل رئيسي "تدعيم" وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي وضعت حداً لحرب استمرت 11 يوماً.
بلينكن الذي غادر واشنطن، أمس الإثنين، وصل إلى تل أبيب اليوم الثلاثاء للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك قبل أن يتوجه إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
بعد هاتين المحطّتين يتوجّه بلينكن إلى مصر للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي أدى دوراً أساسياً على صعيد التوصل إلى الهدنة بين إسرائيل وفصائل المقاومة.
في حين أن المحطة الأخيرة من جولة بلينكن قبل عودته الخميس المقبل إلى بلده ستكون الأردن الذي يقيم منذ زمن وعلى غرار مصر علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
كان بلينكن قد أعرب في تغريدة له، أمس الإثنين، عن رغبته بـ"لقاء الفرقاء بهدف دعم جهودهم لتدعيم وقف إطلاق النار".
انتقادات لبايدن
تأتي هذه الجولة، بينما يسعى بايدن إلى إظهار مدى انخراطه في جهود حل النزاع بتحديده شخصياً مهمة وزير خارجيته، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان بايدن قد تعرّض لانتقادات من داخل معسكره الديمقراطي على خلفية تأخره في الانخراط في جهود حل النزاع واعتماده نهجاً شديد الليونة مع إسرائيل، كما تعرّض لانتقادات من قِبل المعارضة الجمهورية التي اتّهمته بأنه متحفّظ للغاية في دعم إسرائيل.
وجاء في بيان للرئيس الأمريكي أن "وزير الخارجية بلينكن سيلتقي القادة الإسرائيليين لإبداء دعمنا الراسخ لأمن إسرائيل. وهو سيواصل جهود حكومتنا لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين وقادتهم كما دعمناهم بعد سنوات من الإهمال"، لذا فإن الأهداف المحددة لهذه الجولة محدودة للغاية.
في سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، طالباً عدم نشر اسمه، قوله إن "تركيزنا الأساسي على صمود وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات إلى الناس الذين يحتاجون إليها"، لكنه أشار مراراً إلى أن واشنطن تعتقد أنه من السابق لأوانه محاولة إطلاق أي محادثات سلام للأجل الطويل.
المسؤول الأمريكي أضاف أنه "ما زالت الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين (…) نحن لا نحيد عن ذلك قيد أنملة. ربما كان من السابق لأوانه في الوقت الحالي دعوة الطرفين إلى واشنطن أو مكان آخر".
كان كل من بايدن وبلينكن قد جددا دعمهما "لحل (إقامة) دولتين" إسرائيلية وفلسطينية، الذي يدعمه المجتمع الدولي، والذي كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد نبذته فيما لم تحدد الإدارة الجديدة جدولاً للدفع باتجاهه قبل أزمة الأسابيع الأخيرة.
كذلك فإن خارطة الطريق التي يحملها بلينكن لا تولي الاهتمام الكبير لحل الدولتين، إذ لا يتضّمن بيانا وزارة الخارجية والبيت الأبيض أي إشارة إلى هذا الحل الذي تفضله إدارة بايدن، وفقاً للوكالة الفرنسية.
يُذكر أنه في فجر يوم الجمعة الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، وإجمالاً أسفر العدوان على الأراضي الفلسطينية كافة عن 281 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 سيدة و17 مُسناً، بجانب أكثر من 8900 مصاب، بينهم 90 إصاباتهم "شديدة الخطورة".
بينما قُتل 13 إسرائيلياً، وأصيب المئات، خلال رد الفصائل الفلسطينية في غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.