اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، صباح الأحد 23 مايو/أيار 2021، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن اعتدت واعتقلت عدداً من المعتصمين الذين تواجدوا بأعداد قليلة، إثر حصار فرضه الاحتلال على المسجد وإغلاق منذ صلاة الفجر.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت تشديدات كبيرة على أبواب المسجد الأقصى، منذ فجر الأحد، حيث منعت المصلين من الدخول لأداء صلاة الفجر، كما شمل المنع إدخال طلاب المدارس الشرعية الواقعة داخل المسجد.
وفي داخل باحات المسجد انتشرت قوات مكثفة من الجنود، حيث حاصرت من تواجدوا في المسجد القبلي، كما لاحقت الشبان في الساحات، وفتشتهم، واعتقلت حارساً من حراس المسجد الأقصى.
وفي هذه الأجواء الأمنية المشددة اقتحمت مجموعات صغيرة من المستوطنين باحات الأقصى تحت حراسة الشرطة، التي منعت حراس المسجد من الاقتراب لمراقبة المستوطنين.
يأتي هذا الاقتحام بعد منع استمر قرابة أسبوعين، جاء على خلفية القمع العنيف للمرابطين في المسجد الأقصى في 28 من رمضان، وما تبعه من تصعيد في القدس والضفة والداخل المحتل، وامتد ليشمل عدواناً على غزة استمر 11 يوماً.
وقد تداولت "جماعات المعبد" الإسرائيلية منذ أيام دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتوعد فيها باقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة.
ونشرت هذه المجموعات أمس صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك، ويحمل أحدهم سلاحاً أوتوماتيكياً في المكان.
وبحسب نادي الأسير، مؤسسة غير رسمية تعنى بالأسرى، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت 50 فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس خلال الـ24 ساعة الماضية.
فشل الاقتحام الأخير
وأغلقت أبواب الأقصى في وجه المقتحمين من المستوطنين منذ العشر الأواخر من شهر رمضان وحتى اليوم، وذلك لدواع "أمنية"، بحسب الحكومة الإسرائيلية.
وكان المستوطنون حينها يستعدون لاقتحام الأقصى في الثامن والعشرين من شهر رمضان، فيما يسمى "يوم القدس" وهو ذكرى احتلال الشطر الشرقي من العاصمة، فيما استطاع الشبان الفلسطينيون إفشال الاقتحام باحتشادهم ورباطهم ودفاعهم عن الأقصى بصدورهم العارية ومواجهة القنابل والرصاص في باحاته.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات ارتكبتها شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في مدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينياً لصالح مستوطنين.
وانتقلت المواجهات إلى عموم الضفة الغربية والمدن الفلسطينية في الداخل، كما شنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة يوم 10 مايو/أيار، انتهى بوقف لإطلاق النار فجر أمس الأول الجمعة، ولكنه خلف أكثر من 230 شهيداً ومئات الجرحى، ودماراً كبيراً في الأبنية والبنى التحتية.