تداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر من يُفترض أنها الأميرة لطيفة (35 عاماً)، ابنة حاكم دبي، التي كانت قيد الاختفاء لأشهر عديدة، وأثارت قضيتها جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضية، بينما رفضت السلطات الإماراتية التعليق على صحة الصورة.
حيث نُشرت الصورة "الجديدة" على حسابين في موقع إنستغرام، الخميس 20 مايو/أيار 2021، ويبدو أنها التقطت في "مول الإمارات" بدبي.
كان حساب سيونيد تايلور، العضو السابق في البحرية الملكية البريطانية، قد نشر الصورة التي تمكنت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "محتجزون في دبي"، رادها ستيرلينغ، من تحديد هوية السيدة التي تظهر فيها.
قبل ذلك، نشر حساب باسم "ليندا" الصورة، التي كان متاحاً لأي شخصٍ مطالعتها، قبل تحوُّل الحساب من عام إلى خاص.
الصورة توضح وجود إعلان عرض سينمائي في الخلفية لفيلم "ديمون سلاير" أو قاتل الشياطين، الذي أطلق بالإمارات في 13 مايو/أيار الجاري. كما تُظهر أنه تم التقاطها خلال فترة جائحة فيروس كورونا؛ لوجود كمامات على الطاولة.
من جهتها، ذكرت رادها ستيرلينغ أن الأميرة لطيفة ومدربة للقفز بالمظلات تظهران في الصورة، إضافة إلى سيونيد تايلور، مضيفة: "نسعى للحصول على توضيح من دبي، ونأمل أن تكون لطيفة بخير. إذا افترضنا أن الصورة أصلية، فهذا يشير إلى أن الإمارات تنوي ربما السماح للطيفة بالعودة إلى الحياة العامة كما ورد في بيانهم الأخير".
حقيقة الصورة
فيما لم تتمكن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من التأكد من حقيقة الصورة، كما لم تتمكن من الحصول على معلومات إضافية، إلا أنها أشارت إلى أن الفتاة التي تظهر في الصورة تشبه الشيخة لطيفة، وقد أكدت إحدى صديقاتها أنها هي بالفعل بعدما طالعت الصورة.
كما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية أنها علمت أن الصورة لم تُنشر بشكل عرضي، لكنها ضمن تفاعلات تجري بشكل خفي ولم يُعلن عنها بعد.
إلى ذلك، رفضت السفارة الإماراتية في لندن، التعليق على الأمر.
كما رفضت الأمم المتحدة التعليق على الصورة، لكنها قالت لـ"بي بي سي"، إنها بانتظار "دليل مُقنع على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة"، وهو ما قالت الإمارات في وقت سابق، إنها ستقوم بتقديمه.
كانت BBC قد بثَّت فيلماً وثائقياً صُوّر سراً، يُظهر لقطات جديدة للأميرة تدَّعي فيها أنها قيد الاحتجاز القسري، وتخشى على حياتها.
ففي رسالة بالفيديو تم تصويرها في دورة مياه وحصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، ونشرتها في 16 فبراير/شباط 2021، قالت الأميرة لطيفة، إنها محتجزة داخل فيلا محصنة.
كان ذلك أول ظهور لها منذ أن أعلنت نيَّتها الفرار من بلدها، في مقطع فيديو نُشر على يوتيوب في مارس/آذار 2018، وذلك بسبب ما قالت إنه سوء معاملة تتعرَّض لها من والدها. وعُثر عليها لاحقاً في مركب قبالة السواحل الهندية، وتمّت إعادتها إلى دبي في أبريل/نيسان من العام ذاته.
وقال دافيد هيه، الشريك المؤسس لحملة "أطلِقوا سراح لطيفة"، على وسائل التواصل الاجتماعي، "نستطيع أن نؤكد أن هناك أحداثاً عديدة محتملة وتطورات إيجابية في الحملة، ولا ننوي التعليق أكثر من ذلك بهذه المرحلة، لكن سنعلق في وقت لاحق تبعاً للتطورات".
طلب رسمي من الأمم المتحدة
يشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) كان قد طلب، لأول مرة، من الإمارات تقديم دليل على أن الأميرة لطيفة، ابنة حاكم دبي، على قيد الحياة.
في حين أعلنت الإمارات خلال مارس/آذار الماضي، أن لطيفة تحت رعاية الأسرة وأطباء بالمنزل.
وقالت المتحدثة مارتا أورتادو، في إفادة صحفية بجنيف: "لم نتلقَّ أي دليل على أنها على قيد الحياة، ونرغب في الحصول على دليل دامغ يثبت أنها على قيد الحياة، وذلك أهم ما يشغلنا بالطبع"، مشيرة إلى أن مسؤولين بارزين في الأمم المتحدة طلبوا عقد اجتماع مع سفير الإمارات في جنيف بشأن لطيفة، وهو ما تم الاتفاق عليه من حيث المبدأ.
ظهور هذا الفيديو أحدث تطوراً كبيراً على الساحة الدولية، حيث أعربت كثير من الدول عن مخاوفها على حياة الأميرة لطيفة، كما تصدَّرت قصتها عناوين الصحف الأجنبية.
وفي عام 2018، هربت لطيفة من دبي بمساعدة صديقتها، مدربة الكابويرا الفنلندية، تينا جوهياينن، لكن بعد ثمانية أيام، عندما وصلت إلى ساحل مالابار الهندي، استقلت القوات الهندية، ثم رجال الأمن الإماراتيون، بعنفٍ، قاربها وأعادوها إلى دبي، وفقاً لموقع Middle east eye البريطاني.
كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد عبَّر عن قلقه بشأن محنة لطيفة بعد ظهور مقاطع الفيديو، كما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن إدارة بايدن تراقب التطورات عن كثب.