توسعت دائرة النقد لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بين الخصوم السياسيين والمحللين الإعلاميين، بخصوص العدوان الأخير على قطاع غزة، في الوقت الذي شككت أوساط أمنية في تل أبيب في فاعلية العملية الإسرائيلية في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها نتنياهو.
يأتي ذلك بعد يوم تقريباً من دخول وقف النار حيز التنفيذ بعد 11 يوماً من التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة الذي راح ضحيته أكثر من 230 شهيداً ومئات الجرحى، وكذلك المباني والأبراج التي سُويت بالأرض.
وركز نقد معظم المحللين، وفقاً لصحيفة The New York Times الأمريكية السبت 22 مايو/أيار 2021، على أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة خلال 11 يوماً، لم يمنع فصائل المقاومة من مواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى الساعات التي سبقت دخول الهدنة حيز التنفيذ.
لا فاعلية للعملية
وجاء في صحيفة Haaretz الإسرائيلية أنه في ضوء اتفاق وقف إطلاق النار، أثار مسؤولون إسرائيليون كبار في المؤسسة الأمنية تساؤلات عن فاعلية عمليتهم في قطاع غزة، لا سيما مدى الضرر الذي لحق بشبكة صواريخ حماس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الأضرار التي لحقت بصواريخ حماس لم تكن بالدرجة التي كان مخططاً لها، ويرجع ذلك جزئياً إلى نقص المعلومات الاستخبارية الدقيقة.
وبحسب التقييم الاستخباري، كان لدى حماس القدرة على إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على إسرائيل. وكانت وتيرة إطلاق الصواريخ وكثافة الرشقات هي الأعلى في تاريخ إسرائيل، فمنذ بداية هذه الجولة القتالية، انطلق من قطاع غزة 4360 صاروخاً وقذائف هاون، عَبَر نحو 3400 منها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
سياسيون ينتقدون
وقال جدعون ساعر، السياسي المحافظ والحليف السابق لنتنياهو الذي انفصل عن رئيس الوزراء عام 2019، في تغريدة: "مع أفضل قوة استخباراتية وجوية في العالم، تمكن نتنياهو من انتزاع (وقف إطلاق نار غير مشروط) من حماس. كم هذا محرج!".
فيما أشاد خصم نتنياهو الرئيسي، يائير لابيد، الذي يحاول تشكيل حكومة جديدة بعد فشل رئيس الوزراء في ذلك الشهر الماضي، بالجيش وأداء منظومة القبة الحديدية، نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الذي تموله الولايات المتحدة، التي اعترضت العديد من الصواريخ التي أطلقتها حماس قبل أن تسبب أضراراً داخل إسرائيل.
لكنه انتقد حكومة نتنياهو لعدم تأمينها عودة الجنود الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس، وعدم قدرتها على حماية المدنيين في البلدات الحدودية مثل عسقلان، التي قتلت صواريخ حماس اثنين من سكانها الأسبوع الماضي.
وكتب لابيد على فيسبوك: "الجيش نجح. لكن الحكومة فشلت".
وغرد شارون عيدان، مراسل هيئة البث الإسرائيلي KAN، على تويتر بأن إسرائيل تعرضت لضغوط من زعماء دوليين لإنهاء عملية غزة، في حين أن حماس "تقف ثابتة" و"لم تلق هزيمة حقيقية".
وكتب عيدان: "ستدخل إسرائيل في وقف إطلاق النار لأن العالم سئم القتال، لا لأنه الوقت المناسب، ولا لأن شيئاً سيتغير".
جولة من التصعيد انتهت
وبدأ في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من فجر الجمعة، سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد جولة تصعيد دخلت يومها الـ11، وبلغ عدد ضحاياها 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع للحكومة في غزة إن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، بمشاركة سلاح البحرية، شنّت أكثر من ألف و810 غارات، خلال العدوان الأخير، طالت نحو 184 برجاً سكنياً ومنزلاً تم هدمها بشكل كلي.
بحسب المكتب الإعلامي، فإن القصف الإسرائيلي تركّز على "البيوت والمباني السكنية، والمقار الحكومية، والبنى التحتية، وشبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي"، كما "لحقَ القصف بـ33 مقراً إعلامياً، فضلاً عن أضرار لمئات المؤسسات والجمعيات والمكاتب الأخرى".
على الجانب الآخر، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد على 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، بحسب قناة "كان" الرسمية.
كما أدى إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة إلى إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ووقف حركة القطارات بين مدن وسط وجنوبي البلاد، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.