أكدت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، صحة الفيديو الذي تداولته وسائل إعلام إسبانية، ويُظهر رجالاً بالزي العسكري الإسباني يدفعون مهاجرين إلى البحر في الجيب الإسباني سبتة، والذي شهد موجة هجرة غير مسبوقة الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الجمعة إن الصور المنشورة حديثة جداً، وتظهر تدخل الجيش وشرطة الحرس المدني الإسباني للسيطرة على موجة المهاجرين الذين عبروا من المياه باتجاه سبتة.
وأضافت الصحيفة أن موقع هذه الصور يتعلق بشاطئ تاراخل، وهو نفس المكان الذي أنقذ فيه غواص من الحرس المدني طفلاً صغيراً وفق صور نشرتها وسائل إعلام إسبانية.
وتظهر الصور التي تعود لصحيفة "الفارو دي سبتة" مجموعة من المهاجرين الأفارقة وهم يسيرون على طول السياج، فيما يسبح آخرون في المياه، وعند وصولهم تحتجزهم الشرطة والجنود.
مدريد تعيد المهاجرين
وبعد أيام من عبور آلاف المهاجرين للحدود بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة الخاضعة للسيطرة الإسبانية، هدأت الأوضاع الآن في المركز الحدودي الواقع على "شط التراجل"، بعد أن كانت السلطات في حالة استنفار، ولم يتبقَّ سوى مجموعات من الجنود وعمال الصليب الأحمر والشرطة المدنية.
تقرير لصحيفة The Times البريطانية، نشر الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، أشار إلى أن نحو 500 شخص حاولوا العبور إلى سبتة في هذا اليوم، لكن الشرطة المغربية، على خلاف الأيام السابقة التي وقفت فيها مكتوفة الأيدي، قطعت الطريق عليهم وفرَّقتهم.
وقالت الحكومة الإسبانية إنها أعادت أكثر من 5600 مهاجر، وانتقدت مجموعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إعادةَ أطفال دون سن 18 عاماً عبر المنافذ الحدودية، لأنه بموجب القانون الإسباني يجب أن تأخذ السلطات القُصَّر الذين ليس معهم ذووهم تحت رعايتها.
من جهة أخرى، قال مسؤولون في مقابلات خاصة، إن سبتة التي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة لا يمكنها التعامل مع تدفق من هذا النوع. وكانت أعداد كبيرة من المهاجرين أمضت الليل في مستودعات مكتظة تحرسها الشرطة الإسبانية.
ورغم انتهاء موجة الهجرة غير المسبوقة فإن الأزمة الدبلوماسية التي نجمت عنها تركت العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أدنى مستوياتها منذ عقود.
جاء الحادث بعد أسابيع من التوتر بين البلدين، في أعقاب سماح إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي -وهي الجبهة التي تعترض على مطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء المغربية- بالانتقال إليها لتلقي العلاج في مستشفى إسباني.