كشف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، عن كواليس اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي عقد أمس الخميس وبحث وقف إطلاق النار، قائلة إن حالة من التوتر سادت الجلسة؛ إذ وجّه وزراء في الحكومة الإسرائيلية انتقادات شديدة للمؤسسة الأمنية بسبب الحرب على غزة.
الصحيفة قالت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء الأعضاء في الكابينيت كانوا قلقين من إنهاء الحرب على غزة وسط أجواء تعكس انتصاراً للمقاومة الفلسطينية، فيما وجه الوزراء الإسرائيليون المشاركون في الاجتماع الأمني المصغر في تل أبيب انتقادات حادة للاستخبارات الإسرائيلية، واصفين إياها بـ"عديمة الفائدة"، وذلك لـ"عجزها عن طرح أهداف من شأنها "تغيير واقع" هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وقيل خلال الجلسة إن حملة العدوان "لم تحقق أي نتيجة عملياتية ناجحة".
اعتراف داخلي بـ"الفشل"
كما كشفت الصحيفة أن الوزراء قالوا في جلسة الكابينيت إن سلاح الجو الإسرائيلي فشل في تدمير معظم الأنفاق الدفاعية لحماس، كما شهدت جلسة الكابينيت توجيه انتقادات شديدة اللهجة لتجنب القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل اجتياح القطاع وتنفيذ عملية برية، والاكتفاء بضربات معظمها جوية باءت بالفشل.
كما انتقد الوزراء الإسرائيليون فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال قيادات بارزة في حركة "حماس"، بحجم يحيى السنوار أو محمد الضيف.
"هآرتس" قالت إن أحد الأسباب الرئيسية لوقف إطلاق النار هو التقدير بأن الشرعية الدولية لهجمات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تقترب من نهايتها، مشيرة إلى أن واشنطن غيرت لهجتها في الأيام الأخيرة، وإلى جانب الدعوة العلنية لوقف إطلاق النار بعثت برسائل حادة تدعو إسرائيل إلى وقف الحرب على غزة فوراً.
أفادت التقديرات الرسمية الإسرائيلية بأن استمرار الحرب على غزة قد يؤدي إلى انتقادات دولية حادة، وإدانات رسمية لتل أبيب في مجلس الأمن الدولي وهيئات دولية أخرى.
تهدئة في الأراضي الفلسطينية
إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية مصرية، بدأ في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من فجر الجمعة.
كما قالت القاهرة إنها ستقوم بإيفاد وفدين أمنيَّين إلى تل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
والخميس 20 مايو/أيار 2021، دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ11، وبلغ عدد ضحاياه 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.