صورة لمتطوعة إسبانية تعرضها لانتقادات اليمين المتطرف.. عانقت مهاجراً سنغالياً لحظة وصوله “سبتة”

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/21 الساعة 07:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/21 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
الصورة التي أثارت ضجة في مواقع التواصل في إسبانيا - مواقع التواصل

تسببت صورة لمتطوعة إسبانية في الصليب الأحمر  بحملة انتقادات واسعة لها من اليمين المتطرف، وذلك لعناقها مهاجراً سنغالياً بعد لحظات من وصوله إلى جيب سبتة بشمال إفريقيا، ضمن الآلاف الذين وصلوها سباحة في موجة هجرة غير مسبوقة. 

بعد ساعات من انتشار اللقطات، جعلت لونا رييس حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة، بعد أن تعرضت لسيل من الإساءات من قبل أنصار حزب فوكس اليميني المتطرف في إسبانيا وآخرين، عبروا عن غضبهم من وصول 8000 مهاجر إلى سبتة، في هجرة غير مسبوقة ساهمت فيها الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا. 

وقالت الفتاة البالغة من العمر 20 عاماً، والتي تتطوع مع الصليب الأحمر منذ مارس/آذار 2021، كجزء من دراستها، "لقد رأوا أن صديقي أسود، فلن يتوقفوا عن إهانتي والقول لي أشياء فظيعة وعنصرية"، وفق ما نقلت لصحيفة "The Guardian" البريطانية، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، عن القناة التلفزيونية الإسبانية RTVE.

وقللت رييس من أهمية هذه الخطوة، واصفة فعل احتضان شخص محتاج بأنه "أكثر الأشياء طبيعية في العالم"، حيث قالت: "لم أكن قد اكتشفت اسم الرجل بعد، لكني رأيت أنه يكافح الإرهاق وأعطيته الماء".

قالت كذلك: "كان يبكي ، مددت يدي وعانقني"، مؤكدة أنها لم تره مرة أخرى.

وأشارت إلى تجربتها قائلة إنها لا تزال تترنح من تجربة التواجد على الخطوط الأمامية، حيث وصل آلاف المهاجرين، كثير منهم مرهقون من السباحة لـ36 ساعة ضد حاجز الأمواج الذي يمتد عبر الحدود إلى سبتة، وأضافت:  "لم نتدرب على مواجهة شيء كهذا من قبل".  

حملة مضادة 

ومع انتشار أنباء الحملة العنصرية، بدأ الإنترنت في المقاومة، بحسب الصحيفة، وسرعان ما بدأت الرسائل التي تشيد بالعناق تتدفق، ضمن وسم  #GraciasLuna في إسبانيا.

من جانبها، قالت  مستشارة مدينة مدريد، ريتا مايستري، عبر تويتر، إنها لن "تسمح للكراهية بالانتصار"، كما أضافت: "أولئك منا الذين يرون هذا الاحتضان كرمز لأفضل ما في بلادنا يفوقون عدد الآخرين".

كما عبّر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، عن رأيه أيضاً، حيث قال: "تمثل لونا أفضل ما لدينا".

مدريد تعيد المهاجرين 

وبعد أيام من عبور آلاف المهاجرين للحدود بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة الخاضعة للسيطرة الإسبانية، هدأت الأوضاع الآن في المركز الحدودي الواقع على "شط التراجل"، بعد أن كانت السلطات في حالة استنفار، ولم يتبقَّ سوى مجموعات من الجنود وعمال الصليب الأحمر والشرطة المدنية.

تقرير لصحيفة The Times البريطانية نشر، الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، أشار إلى أن نحو 500 شخص حاولوا العبور إلى سبتة في هذا اليوم، لكن الشرطة المغربية، على خلاف الأيام السابقة التي وقفت فيها مكتوفة الأيدي، قطعت الطريق عليهم وفرَّقتهم.

وقالت الحكومة الإسبانية إنها أعادت أكثر من 5600 مهاجر، وانتقدت مجموعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إعادةَ أطفال دون سن 18 عاماً عبر المنافذ الحدودية، لأنه بموجب القانون الإسباني يجب أن تأخذ السلطات القُصَّر الذين ليس معهم ذووهم تحت رعايتها.

من جهة أخرى، قال مسؤولون في مقابلات خاصة إن سبتة، التي يبلغ عدد سكانها 80 ألف نسمة، لا يمكنها التعامل مع تدفق من هذا النوع. وكانت أعداد كبيرة من المهاجرين أمضت الليل في مستودعات مكتظة تحرسها الشرطة الإسبانية. 

وعلى الرغم من انتهاء موجة الهجرة غير المسبوقة، فإن الأزمة الدبلوماسية التي نجمت عنها تركت العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أدنى مستوياتها منذ عقود.

جاء الحادث بعد أسابيع من التوتر بين البلدين في أعقاب سماح إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وهي الجبهة التي تعترض على مطالبة المغرب بالسيادة على الصحراء المغربية، بالانتقال إليها لتلقي العلاج في مستشفى إسباني.

تحميل المزيد