تعهدت الحكومة البريطانية، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، بتحري الطريقة التي كانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) تُدار بها، وذلك بعد تحقيق في كيفية تمكُّن الهيئة من إجراء مقابلتها المدوية مع الأميرة ديانا عام 1995، وفي ظل انتقادات لم يسبقها مثيل من الأمير ويليام ابن الأميرة الراحلة.
حيث خلص تحقيق مستقل، الخميس 20 مايو/أيار الجاري، إلى أن الصحفي مارتن بشير كذب ولجأ إلى التدليس؛ لإقناع ديانا بالموافقة على إجراء المقابلة.
خلال المقابلة التي أجراها برنامج "بانوراما"، وشاهدها أكثر من 20 مليون مشاهد في بريطانيا، أحدثت ديانا صدمة عندما اعترفت بأنها دخلت في علاقة وذكرت تفاصيل عن زواجها بوريث العرش الأمير تشارلز.
فيما انتقد التحقيق "بي.بي.سي"، بسبب تحرياتها "غير الفعالة تماماً" التي أجرتها في العام التالي، بخصوص تصرفات بشير وبسبب تسترها على مخالفاته. وخدع بشير شقيقَ ديانا حين جعله يظن أن حاشيتها تتجسس عليها وأنها غير جديرة بالثقة.
من جهته، وصف ويليام (38 عاماً)، الابن الأكبر للأميرة، في بيان شديد اللهجة، الطريقة التي استُخدمت من أجل إجراء المقابلة، بأنها "مخادعة". وقال إنه "لأمر يبعث على حزن لا يُوصف أن تعرف أن نقاط خلل في (بي.بي.سي) أسهمت بشدة فيما أصابها من خوف وارتياب وعزلة أتذكرها من تلك السنوات الأخيرة معها".
"ممارسات غير أخلاقية"
كما قال شقيقه الأصغر الأمير هاري، إن المقابلة كانت جزءاً من سلسلة ممارسات غير أخلاقية كلّفت والدته حياتها. وتابع قائلاً: "فقدت أمُّنا حياتها بسبب هذا ولم يتغير شيء".
بدورها، اعتذرت "بي.بي.سي" عن إخفاقاتها، لكن وزراء وصحفاً ومنتقدين وبعض المؤيدين قالوا إن الأمر يثير تساؤلات عن الهيئة التي تحصل على تمويلها من المال العام.
إذ أكد وزير العدل البريطاني روبرت باكلاند، أن "عدم فعل أي شيء" ليس خياراً، في ضوء التحقيق الذي أجراه جون دايسون، القاضي السابق بالمحكمة العليا.
من جانبه، عبّر رئيس الوزراء بوريس جونسون، للصحفيين، عن شعوره بالقلق إزاء نتائج تقرير اللورد دايسون، مضيفاً: "لا يمكنني حتى تصوُّر ما تشعر به العائلة المالكة، وأتمنى كثيراً أن تتخذ (بي.بي.سي) كل الخطوات الممكنة لضمان ألا يحدث شيء كهذا مرة أخرى أبداً".
يشار إلى أن الأميرة ديانا تُوفيت في حادث سيارة بباريس عام 1997، عن عمر 36 عاماً، بعد أن نبذتها العائلة المالكة، وظنت أنها تحاول تقويضها بسبب انهيار علاقتها بالأمير تشارلز.