قبل أسابيع من بدء الملء الثاني لسد النهضة، أعلن الجيش السوداني، الجمعة 21 مايو/أيار 2021، وصول قوات مصرية إلى الخرطوم، استعداداً للمشاركة في المشروع التدريبي "حماة النيل"، بهدف "توحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين".
حيث يشارك في المشروع التدريبي الذي ينطلق خلال الفترة من 26 إلى 31 مايو/أيار الجاري، عناصر من كافة التخصصات بالجيشين السوداني والمصري، وفق بيان للجيش السوداني أشار
إلى "وصول القوات المصرية المشاركة في المشروع إلى قاعدة الخرطوم الجوية بجانب أرتال من القوات البرية والمركبات التي وصلت بحراً".
تأتي مناورة "حماة النيل"، وفقاً للبيان للسوداني، "كامتداد للتعاون التدريبي المشترك بين البلدين وسبقتها نسور النيل 1 و2 (في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وأبريل/نيسان 2021)".
فيما أكد الجيش السوداني أن تلك المناورات التي تتزامن مع تعثر مفاوضات "سد النهضة" منذ أشهر، "تهدف جميعها إلى تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز التعاون وتوحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين".
بينما لم يصدر بيان من الجيش المصري بشأن تلك المناورة حتى الآن.
ملء سد النهضة الثاني يسبب "جفافاً صناعياً"
في غضون ذلك، قال وزير الري المصري محمد عبدالعاطي، إن الملء الثاني لسد النهضة "صدمة من الصدمات"، ويؤدي إلى حدوث "جفاف صناعي"؛ لانتقاصه من حصة بلاده من مياه نهر النيل، مضيفاً: "لو حدث جفاف مائي طبيعي، بجانب الجفاف الصناعي الناتج عن تخزين المياه في سد النهضة، ستحدث مشكلة كبيرة بدولتي المصب: مصر والسودان".
جاء ذلك في مداخلة هاتفية مع فضائية "dmc" المصرية الخاصة، مساء الأربعاء 19 مايو/أيار 2021، تزامناً مع إعلان إثيوبيا الانتهاء من بناء 80% من سد النهضة.
عبدالعاطي تابع: "مصر لديها درجة عالية من الجاهزية لزيادة القدرة على تحمُّل هذه الصدمة، من خلال تنفيذ مشروعات البنى التحتية للموارد المائية وترشيد الاستهلاك المائي"، مشيراً إلى أن "عدم التوصل إلى اتفاق مُرضٍ لملء وتشغيل السد الإثيوبي سيُحدث مشكلة كبيرة لجميع الأطراف، وسيُدخلنا في دوائر أخرى في غنى عنها"، دون تفاصيل أكثر.
من جهته، أعلن وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، الأربعاء، خلال جلسة مشاورات نظمتها وزارة خارجية بلاده، أن "نسبة البناء في سد النهضة تجاوزت 80%".
جدير بالذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عشرات الجولات التفاوضية دون التوصل إلى اتفاق نهائي، وسط مخاوف مصر والسودان من خفض حصصهما المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.
فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
في حين تصر إثيوبيا على ملء ثانٍ لـ"سد النهضة"، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق، وهو الرافد الرئيس لنهر النيل، وتقول إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح السودان ومصر، وإن الهدف من السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
كان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد صرّح في 30 مارس/آذار الماضي، بأن "مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل"، وذلك في أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.