شهدت ساحات المسجد الأقصى، فجر الجمعة 21 مايو/أيار 2021، توافد الآلاف من المصلين الذين لبوا دعوات الاحتشاد "احتفالاً" بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، و"انتصار" المقاومة التي دخلت في مواجهة مع الاحتلال نصرةً للمسجد الأقصى الذي تعرض لاقتحامات عنيفة في أواخر رمضان، ولحي الشيخ جراح بالقدس المهدد بالإخلاء.
فيديوهات أظهرت حالة من الاحتفال بالنصر بين المصلين، الذي دخلوا المسجد الأقصى مكبرين مهللين، كأنه يوم عيد، كما أنهم أدوا سجدة الشكر على أبوابه.
بعد صلاة الفجر، احتشد الآلاف في ساحات المسجد رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المؤيدة للمقاومة والتي تحيي على الخصوص كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
جموع المصلين استمروا في هتافاتهم المؤيدة للمقاومة أثناء خروجهم من الأقصى وفي وجه الجنود الذين كانوا يتمركزون على الأبواب الخارجية للمسجد.
يشار إلى أن المسجد الأقصى ومنذ الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مدينة القدس في 10 مايو/أيار الجاري، وبدء العدوان الإسرائيلي، وهو مغلق في وجه اقتحامات المستوطنين، بأمر من الشرطة، خوفاً من أن يؤدي الاقتحام إلى تصعيدات جديدة.
احتفالات في عموم فلسطين
وقد خرج الآلاف من سكان قطاع غزة، في أول دقيقة بعد الساعة الثانية من فجر الجمعة، احتفالاً ببدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، كما كبَّرت المآذن تكبيرات العيد احتفالاً بـ"قهر العدوان الإسرائيلي".
الاحتفالات والمسيرات لم تقتصر فقط على قطاع غزة، بل خرج أيضاً مئات من الفلسطينيين في أبرز شوارع مدينة رام الله، مرددين شعارات ممجدة للمقاومة، ولوَّنوا سماء المدينة المحتلة بالألعاب النارية.
مدن الخليل وبيت لحم ونابلس شهدت أيضاً مظاهرات عفوية، كما أطلق الفلسطينيون في أحياء مدينة القدس المفرقعات احتفالاً "بانتصار" المقاومة.
جولة من التصعيد انتهت
وبدأ في الساعة الثانية بالتوقيت المحلي من فجر الجمعة سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد جولة تصعيد دخلت يومها الـ11، وبلغ عدد ضحاياها 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، بجانب نحو 1900 جريح، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
فيما استشهد 28 فلسطينياً، بينهم 4 أطفال، وأصيب قرابة 7 آلاف بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، يستخدم فيها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
كما استشهد فلسطينيان أحدهما في مدينة أم الفحم والآخر في مدينة اللد، وأصيب آخرون خلال مظاهرات في البلدات العربية داخل إسرائيل.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات "وحشية" ارتكبتها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه، وحي "الشيخ جراح" (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
على الجانب الآخر، أطلقت الفصائل الفلسطينية ما يزيد عن 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة نحو 330 آخرين، بحسب قناة "كان" الرسمية.
كما أدى إطلاق الرشقات الصاروخية من قطاع غزة إلى إدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، ووقف حركة القطارات بين مدن وسط وجنوب البلاد، وتعليق هبوط وإقلاع الرحلات الجوية لفترات بمطار بن غوريون الدولي بتل أبيب.